تسببت الظروف المناخية الصعبة التي شهدتها المنطقة المتوسطية أمس الإثنين، في إلحاق أضرار جسيمة بعدد من قوارب الصيد التقليدي، والتي لم تستطع مجابهة مد بحري قوي وكذا ارتفاع مستوى الأمواج لمستويات قياسية بالمنطقة.
وقال حميد السرغيني عضو غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة عن الدائرة البحرية الجبهة، أن المد البحري الذي سجلته السواحل المحلية صبيحة اليوم، خلف خسائر تقارب 30 في المائة من تجهيزات الصيد من شباك ومحركات، مشيرا في ذات السياق أن أحد القوارب قد جرفته المياه يمنطقة العرقوب، فيما تم إحصاء ستة من القوارب تعرضت لأضرار بليغة، ضمنها قارب تحطم بالكامل.
وأكد ذات المصدر أن حجم الخسائر إمتدت لنقطة التفريغ بقاع اسراس، حيث وصلت المياه إلى قارعة للطريق ، مبرزا في ذات السياق ان هذا المشهد المخيف لم تشهده المنطقة مند سنوات تمتد لعقدين. وأضاف المصدر أن مهنيي الصيد هم يعملون في هذه اللحظات على تقييم الخسائر وإحصائها، خصوصا وأن هذه الضربة القاسية، التي تأتي في توقيت حساس يتزامن مع الشهر الكريم، كان لها تأثير على ما يقارب 100 قارب صيد، من أصل 450 تنشط بسوحل المنطقة.
من جانبه أكد مصطفى بلمقدم رئيس تعاونية تيجيساس بأشماعلة ، أن الإحصائيات الأولية التي وقفت عليها لجنة مختصة، تؤكد فقدان قارب بمختلف تجهيزاته على مستوى منطقة العرقوب، إلى جانب تضرر قوارب أخرى، فيما تواصل لجنة مختلطة تضم مسؤولي الإدارية وتمثيلية المهنيين، جولتها بالمناطق المتضرر للوقوف على حجم الخسائر.
وأفادت مصادر مهنية بقاع أسراس أن البحر كان مخيفا للغاية، بعد ان تجاوز حدوده، فيما تسبب الظروف المناخية الصعبة في إنقلاب مجموعة من القوارب التي كانت راسية على مستوى نقطة الصيد، وتصادمها مع بعضها البعض. وأضافت المصادر أن الظروف الجوية التي سجلتها المنطقة أمس كانت صعبة للغاية ، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأمطار قوية ترتبت عنها سيول، وكذا ارتفاع مستوى الموج، ما عقد من مأمورية المهنيين في تحصين قواربهم امام هذه التغيرات المناخية الصعبة.
وفي موضوع متصل أظهرت صور توصلت بها لبحرنيوز كميات مهمة من الرمال، وقد تسربت إلى داخل نقطة التفريغ المجهزة بواد لاو، حيث طالها هي الأخرى خطر الأمواج، والتي تسبب في تضرر مجموعة من القوارب، وفقدان معدات الصيادين لاسيما الشباك، حيث علقت مصادر محلية أن البحارة عادة ما يتركون شباكهم على مقربة من القوارب، وهو ما جعلها لقمة صائغة للمياه التي جرفتها في إتجاه البحر.
وتعمل الأطقم البحرية مند صباح اليوم، على تعقب معداتها وشباكها، في حملة تمشيطية إمتدت لمساحات بالشريط الرملي، فيما شوهد أخرون وهم يستخرجون بعض معداتهم من الرمال بعد ان دفنتها المياه ، حيث يعول الفاعلون المحليون على إلتفاثة من الجهات المسؤولة، لتجاوز أزمتهم، فيما تسائل هذه الحوادث مؤسسات التأمين، من حيث العروض والإلتزامات التي تجمعها بمجهزي القوارب، في علاقتها بتحديّات الطبيعة.
وخلف الحادث إستنفارا في أوساط السلطات المحلية، وكذا مهنيي الحنطة بالمنطقة، هذا في وقت عبرت فيه مجموعة من المصادر عن تخوفها من إرتفاع حجم الخسائر، خصوصا مع التنبيهات الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بخصوص التقلبات المناخية التي تعرفها المنطقة.