يعيش ميناء الوطية مند مدة على إيقاع شح مهول في الأسماك السطحية الصغيرة ، ما جعل العديد من مراكب الصيد الساحلي صنف السردين تغادره ، باتجاه موانئ مجاورة كطرفاية و العيون و سيدي افني .
و تحول ميناء الوطية تسجل المصادر إلى ميناء فارغ من مراكب الصيد ، مما أثر سلبا على الحركة التجارية و الاقتصادية للمدينة ، بعدما تم لمس نوع من الحيوية النسبية في الشهور الأخيرة ، كانت قد استبشرت معها ساكنة الوطية بطانطان ومعها المسؤولين و مرتادي الميناء خيرا . لكن المراكب ما فتئت تعود إلى سواحل المدينة ، حتى انقشعت الصورة الحقيقية التي أضحت عليها المصيدة المعنية ، في ظل غياب حلول بديلة لمعضلة الميناء .
وأوضحت مصادر مهنية مطلعة ، أنه رغم إقرار وزارة الصيد البحري منذ أربع سنوات مضت ، نظام الراحة البيولوجية في مصيدة طانطان لشهرين كاملين كل فترة ، فإنه لم يقع إلى حد الآن إصدار تقرير علمي مدقق، حول هذه التجربة في ظل غياب سفينة مختصة و مجهزة بأحدث أجهزة البحث العلمي ، للقيام بمتابعة تكاثر أصناف الأسماك السطحية الصغيرة في المصيدة المعنية، رغم الرحلات الدورية التي تقوم بها بعض أطر المعهد عبر مصاحبتها للمهنين أثناء رحلات الصيد.
وكانت مصيدة شرق طانطان ، قد عرفت في السنوات الماضية استنزافا للثروات السمكية، جراء الصيد العشوائي والجائر، ما دفع بوزارة الصيد البحري ، بناء على توصيات المعهد الوطني للبحث في الصيد ، إلى إقرار نظام الراحة البيولوجية لوقف نزيف الصيد بهذه المصيدة، التي تتوالد بها الأسماك، وتتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع مختلفة من الأسماك .
وتدخل الراحة البيولوجية في إطار تفعيل إستراتيجية أليوتيس ، الساعية إلى تطوير قطاع الصيد البحري، بالاعتماد على نتائج المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. حيت انكباب وزارة الصيد البحري في إعداد النظم و تدابير مخططات التهيئة، و تطوير مصايد السمك السطحي الصغير في المنطقة الأطلسية الجنوبية .
وتهدف هذه المخططات إلى تحقيق الهدف الشامل و الطموح المتجلي في توفير صيد مستدام و تنافسي . يثمن الثروة السمكية بالتدبير العقلاني و الكميات المسموح باصطيادها، و مناطق الصيد. و تحديد فترات التوقف و التحكم في مجهود الصيد و خصائصها ، حسب الخصوصية، للمحافظة على الكتلة الإحيائية البحرية في المنطقة. مع تحديد الراحة البيولوجية لكل مصيدة على حدة .
وتبقى مؤشرات قرار الراحة البيولوجية للسنة الرابعة على التوالي، غير مؤكدة حسب المصادر، في الوقت الذي تفيد فيه مصادر من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن نتائج الراحة البيولوجية و فترات المنع من الصيد في مصيدة طانطان، لن تأتي أكلها إلا بعد انصرام 6 سنوات فما فوق .