انطلقت أمس الثلاثاء 23 يناير 2018 رحلات الصيد الأولى لمراكب السردين برسم السنة الجديدة في مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بالداخلة، وسط أجواء مشحونة تتغدى من الإحتجاجات المتزايدة، على لائحة ال 75 مركبا التي وقع عليها الإختيار في ولوج المصيدة المطبوعة بالتناوب في الإستغلال من طرف مهنيي الصيد .
و عادت ثلاثة مراكب صيد كانت قد دشنت أولى الرحلات البحرية في سواحل الداخلة شرقا، على بعد حوالي 20 ميلا بحريا من الميناء ، بخفى حنين، إذ لم تكن موفقة في الصيد، بإستثناء مركب واحد استطاع الحصول على 500 صندوق من السردين ، تم بيعها في مركز الفرز بثمن 2.23 درهما ، بعد أن رست العملية على أحد تجار المنطقة .
و لازالت العديد من المراكب الساحلية تنتظر تسوية وضعيتها القانونية ، بعد إدلائها طبعا بجميع الوثائق المطلوبة، لاستصدار رخصة الصيد الجديدة، التي تسمح لهم باستئناف أو مباشرة رحلات الصيد البحري في المصيدة المعنية .
وأثارت اللائحة التي أصدرتها وزارة الصيد البحري في وقت سابق بما تضمنتها من أسماء للمراكب التي ستستفيد من المصيدة برسم سنة 2018 في إطار التناوب المتفق عليه بين المهنيين، العديد من ردود الأفعال الغاضبة، بين ساخط و متذمر، من كون اللائحة لم تكن في مستوى تطلعات المهنيين. حيث إعتبرت تصريحات مهنية متطابقة، أن المقاربة التي اعتمدتها مديرية الصيد البحري في انتقاء المراكب، لم تراعي الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات الجديد الخاص بالمصيدة المعنية .
وأشهر أرباب المعامل ووحدات التجميد بالداخلة سخطهم على اللائحة في وقفة احتجاجية نفذوها بميناء الداخلة ، يدينون فيها الطريقة التي تم بها انتقاء المراكب، و التي لم تكن حسب تصريحاتهم المتطابقة، شفافة مطلقا ، و ليس بها منطق التناوب الفعلي حسب تصريح علي بنان مهني و مسير إحدى الوحدات الصناعية بالمنطقة.
وسجل المصدر أن أرباب الوحدات و الماريورات أبناء المنطقة، يراهنون على التسويق المحلي للأسماك ، ومن الضروري توفير المادة الخام أولا للمصانع المحلية بشكل إكتفائي ، قبل تسويقها إلى المدن والأسواق الداخلية، لضمان الحركة الاقتصادية و التجارية و الحيوية للمدينة والوحدات و الساكنة معا ، و أن الاتفاق الذي خرجت به مكونات النسيج المهني بالداخلة في اجتماع بينهم، يمنع الأسماك الطازجة من مغادرة تراب الجهة ، في مقابل تمتيع الأسماك المجمدة من ذلك .
من جانبه قال الرايس امبارك في تصريحه لجريدة البحرنيوز، أن اللائحة الجديدة تسببت في إقصاء العديد من المهنيين، الدين كانوا يراهنون على الاستفادة من المصيدة بمبدأ تكافئ الفرص، تحت شعار “الثروة للجميع” ، وذلك في إطار التناوب الحقيقي ،على الأقل بخروج 75 مركبا، بعد استنفادهم للكوطا و الفترة الزمنية المحددة للصيد ، لتلج أسماء مراكب أخرى و هكذا ذواليك .
وذهب الرايس امحند ربان صيد في تشخيصه للوضع بمصيدة التناوب، إلى القول أن الأمور تسير عكس ماكانوا ينتظرونه ، بداية من دفتر التحملات الجديد الذي يلزم المراكب بالصيد فوق 3 أميال عن اليابسة ، و قيمة الكوطا التي تم التقليص منها من 2000 طن إلى 1700 طن. وهي شروط تعجيزية لن تتناسب مع نشاط مراكب السردين بالمصيدة، و خاصة مع أطقم المراكب من البحارة من ناحية الدخل و التصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كون أيام العمل بالمصيدة المعنية يصل إلى 7 شهور على أكبر تقدير، مع الأعياد و العطل الدينية و الوطنية، و الفترة التي تكون فيها الظروف الجوية غير ملائمة للصيد .
و عبر أحد المجهزين الذي رفض نشر إسمه بدوره، عن امتعاضه الشديد من اللائحة الجديدة التي لم تحترم المنطق ، متسائلا في ذات السياق عن المعايير التي تم بها انتقاء المراكب ، إدا كانت هناك فعلا معايير، مستدلا بأسماء بعض المراكب التي لها سوابق في خرق قوانين الصيد . و مع ذلك تم الإبقاء عليها في المصيدة .
وتابع المصدر المهني، أن هناك مجهزين احتفظوا بأكثر من مركب واحد في حين هناك مجهزين تم إقصاؤهم نهائيا متسائلا في ذات السياق عن الكيفية التي يمكن عبرها تفسير تغيير 28 مركبا فقط من لائحة السنة الماضية، علما أن الطلبات التي تلقتها مندوبية الصيد البحري برسم موسم 2018 وصل إلى حوالي 250 طلب.
و أضاف المصدر أن شابها ما شابها حسب تعبيره. و أن الصراع اليوم على مصيدة التناوب بالكوطا الجديدة المعتمدة وشرط 3 أميال ، مرده بالضبط الاستفادة من (حوت الكوبرتا ) و هدا هو السر الكبير وراء ( اللهفة ) التي يبديها الجميع ، بحيث تحطم المبالغ المترتبة عن مبيعات الكوبرتا أو الكميات المهمة من الأسماك المهربة، التي تصرف في السوق السوداء التوقعات التي لا يمكن تخيلها يبرز المصدر المهني العارف بخبايا الصيد بالمصيدة الجنوبية.
وأشار المصدر عزم مجموعة من المجهزين مسندودين بهيئات مهنية التوجه نحو مطالبة مديرية الصيد البحري و مديرية المراقبة، بتشديد الرقابة لوضع حد للتسيب و الفوضى و العشوائية في ذات المصيدة، و قطع شعرة معاوية من نبعها.
البحرنيوز : ع.خ