أسدل الستار مند ثلاثة أيام عن “بياخي” العيد الكبير ، بالنسبة للصيد الساحلي صنف السردين، و انتشرت عمليات سوسان الشباك في مختلف الموانئ الجنوبية، فيما انطلق موسم “التوجه نحو الشمال ” للبحارة و عمال معامل التصبير و التعليب و التجميد ، قاصدين الديار لملاقاة الأهل بمناسبة العيد .
وجاء في تصريح أبناي امحند بالعيون لجريدة البحرنيوز،، وهو بالمناسبة بحار في الصيد الساحلي أن المراكب الأخيرة بميناء المرسى ، أوقفت نشاط رحلاتها البحرية متأخرة عن الركب الأول، طمعا في تحقيق بعض المبيعات الإضافية ، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق أي شيء يذكر ، باستثناء مركب واحد تمكن من اصطياد حوالي 45 طنا من أسماك الإسقمري، بيعت بالدلالة بقيمة 7 دراهم للكيلوغرام الواحد، و كانت حالة استثنائية فقط يتابع المتحدث .
ولوحظ اكتظاظ كبير أمام مكاتب الحسابات داخل ميناء أكادير و خارج أسواره ، كما لوحظ أيضا اندفاع أطقم المراكب من البحارة نحو هذه المكاتب ، من أجل استخلاص حصصهم المالية من المبيعات عن فترة العمل الأخيرة. فيما عمد العديد من مراكب الصيد الساحلي بالجر، إلى إيقاف نشاطها البحري رغم استمرار الموسم الصيفي لصيد الإخطبوط . وهي خطوة تقفت أثارها أغلبية قوارب الصيد التقليدي بسبب عطلة العيد، و بسبب إشعار أسواق الأسماك عموم البحارة و المهنيين، بتوقيف عمليات البيع والتسويق بالدلالة خلال أيام العيد بعدد من الموانئ ، تماشيا مع توجيهات اللجان الإستشارية لتسيير هذه الأسواق .
وبصمت المرحلة يتابع أبناي عن اختلاف كبير في حجم المبيعات بين موانئ طانطان ، العيون بوجدور، و أكادير و الداخلة ، بحيث كان التفاوت كبير في نفس المصيدة من مركب إلى آخر بسبب مجموعة من العوامل. يبقى أهمها يقول أبناي، معدات الصيد ( المطاريال ) ، بحيث أن بعض المراكب تتوفر على الوسائل اللوجيستيكية و التقنية ، التي تساعد بشكل كبير على الظفر بالمصطادات السمكية كالصونار الذي أصبح من الضروريات القصوى ، إضافة إلى نوع الشبكة المستخدمة وطبيعة خياطتها ، دون أن ننسى أن هناك ربابنة يعدون على رؤوس الأصابع ( قتالة ديال الحوت ).
وإلى جانب هذه التحديات تبرز أهمية “القبال” و هذا أمر رئيسي في السردين ، لأن المصطادات السمكية غالبا ما تكون مخلوطة فيما بينها بين السردين و كبايلا و الأنشوبة و أنواع سطحية صغيرة أخرى ، مما يتطلب أن يكون القبال أو المتعاقد مع المركب ، يستوعب جميع الكميات ومختلف أنواعها. وذلك بتوفره على أسطول من الشاحنات، يوجهها إلى المعامل و الأسواق حسب الظروف. في حين أن بعض المراكب يضيف أبناي، تعاني من هدا الجانب ، بحيث أن حجما كبيرا من مصطاداتها، يوجه إلى معامل الزيت و الدقيق، لتتقلص المعاملات التجارية مقارنة مع المصطادات التي تسلك وجهات المعامل و الأسواق .
و لم يخفي أبناي تدمره الشديد من الممارسات التي يقبل عليها بعض المجهزين، في عدم تحقيق الحصص المالية الحقيقية للبحارة ، قائلا “ضرب تمارة و لحساب ما يخرجش” . كما أن التماطل في تأدية حقوق البحارة الدين يبقون تائهين في انتظار استلامهم لحصصهم المالية، من سمات البعض. و هذا مرده إلى عدم هيكلة الصيد الساحلي كشركات ملتزمة ، لها ما لها و عليها ما عليها بموجب القانون. بحيث لن يضطر البحارة إلى الانتظار في طوابير لاستلام نصيبهم المالي، بل عبر تحويلات بنكية ، إضافة إلى توصلهم برسائل نصية، تشرح مجمل عمليات البيع و الاقتطاعات و المصاريف يقول أبناي ، متحصرا على غياب دور التمثيليات المهنية ، و غياب المقاربة التشاركية. كما حمل أبناي في ذات السياق جانبا من الفوضى التي يعيشها القطاع إلى وزارة الصيد البحري، التي يلزمها تغيير رؤيتها السطحية إلى قطاع الصيد الساحلي .
