عبرت تمثيليات مهنية محسوبة على تجار السمك بسوق الجملة بمراكش، عن استيائها من التدهور الذي طال سوق السمك بالجملة ، الذي فقد كثيرا من مقوماته الضرورية ، وعلى رأسها حسب التجار، الوسائل اللوجيستيكية والتجهيزات التي تم توفيرها في وقت سابق لمساعدة تجار الأسماك و العاملين بالسوق على تحسين الأداء ، و السلاسة المهنية في معالجة جميع العمليات التي تتم داخل الفضاء التجاري.
وأفادت تصريحات متطابقة لتجار السمك بالجملة ، أن تجارة الأسماك السطحية الصغيرة التي تشكل 90 في المائة من رواج السوق، تعاني من إشكال الموقع الذي كانت قد خصصته الإدارة لبيع السردين ، و هو فضاء تمت تغطيته ( بالقزدير ) رغم رفض اللجنة المهنية الاستشارية برئاسة المكتب الوطني للسلامة الصحية ، ليتابع التجار عمليات البيع تحت الأمطار وأشعة الشمس الحارقة، التي تعرفها مدينة مراكش. و التي تساهم بشكل كبير في تحلل الأسماك بسرعة مفرطة، سيما اذا كانت وثيرة البيع ثقيلة ، و لم يستطيعوا تصريفها في أوقات مبكرة ، ليتكبد التجار خسائر متفاوتة حسب كل مرحلة بيع .
وقال هشام رئيس جمعية خير لتجار السمك بالجملة و التقسيط بولاية مراكش ، أن الغطاء القزديري ينضاف إلى غياب مجاري تصريف مياه الثلج و دم الأسماك، مما يخلف روائح كريهة لا تمت بأي صلة لمعايير الأسواق النموذجية من الجيل الجديد. كما أنه يتم تخصيص سطل إلى سطلين فقط ، لغسل الشاحنات بعد تفريغ الأسماك، كون الرشاشات التي خصصت لدلك الغرض لم تعد شغالة ، بل لم يعد لها وجود . هذا دون نسيان أن سحب مجموعة من المصابيح من داخل السوق، في خطوة غريبة لترشيد النفقات. فكيف لمصابيح معدودة أن تعكس إنارة تبين المنتجات المعروضة للبيع؟ يتسائل رئيس الجمعية.
و تابع المصدر المهني حديثه بالقول ، أن الوضعية التي وصفها بالخطيرة والتي يعيشها التجار اليوم حسب تعبير المصدر دائما، لا تستجيب للمواصفات و البدائل التي تمت المراهنة عليها في الصرح الاقتصادي الجديد ، حيث تبددت الآمال بسرعة البرق يضيف رئيس الجمعية ، و أصبحت المعاناة واقع مر يتجرعه مهنيو السوق ، رغم المجهودات التي يبدلونها في الحفاظ على المعاملات التجارية.
إلى ذلك قالت مصادر مسؤولة داخل الإدارة المركزية للمكتب الوطني للصيد البحري، أن الإدارة قد أخذت علما بالتحديات التي يعاني منها سوق السمك بمراكش، مبرزة أن لقاء عقد مؤخرا بحضور عبد الله الادريسي مدير استغلال القطب التجاري بوزارة الصيد البحري، و تجار سوق السمك بمراكش، توج برفع تقرير مفصل الى الإدارة، يتضمن جميع الإكراهات و المشاكل التي يعاني منها الفضاء التجاري للأسماك.
وأوضحت المصادر أن الإدارة أخذت علما بتراجع بعض الخدمات الضرورية، من قبل تزويد التجار بمادة الثلج على مدار الساعة، وعلى شكل جزيئات صغيرة بدل الثلج المتحجر . و تشديد المهنين على فتح المقصف الذي يقدم خدمات المأكل و المشرب، ومطالب التجار بتوفير فضاء مغطى خاص ببيع السردين، يستجيب للمعايير التي تحمي جودة الأسماك من الشمس الحارقة. وذلك بالإضافة إلى اعتماد الاقتطاعات حسب حجم الكميات، التي تم بيعها داخل سوق مراكش، و استثناء الكميات التي توجه الى اسواق أخرى و العديد من المطالب والنقاط المرتبطة بالتسيير و العلاقة المهنية بين الإدارة و التجار.
وأفاد المصدر المسؤول ، أن الإدارة المركزية ستتدارس مختلف الإكراهات المتعلقة بسوق مراكش للجملة، وذلك بالاستناد إلى وضع خطة عمل استباقية لإنجاز الإصلاحات ذات الطابع الاستعجالي، إنطلاقا من الأهم فالمهم. هذا مع الاخذ في الاعتبار المقاربة التشاركية و الحكامة الجيدة، في أفق إخراج السوق من حالة التراجع التي لازمته مند فترة. كما نوه ذات المتحدث بالجمعيات الفاعلة بالسوق، مشيدا في ذات السياق، بالتنسيق الملتزم بين التمثيليات المهنية، وتواصلها المستمر مع الإدارة، بل وإلحاحها على الحفاظ على القيمة التي تلعبها المعلمة الافتصادية بمنطقة مراكش .