دخلت قضية اعتداء مجموعة من قوارب الصيد التقليدي، على أحد مراكب الصيد بالجر بسواحل أكادير، منعطفا جديدا بعد تنازل مجهز، وربان المركب المعني عن الشكاية المقدمة في السياق أمام القضاء، على إثر الاعتذار الرسمي الذي تقدم به البحارة المتورطون في التهجم على المركب المعني، بعد تدخل رئيس الغرفة الأطلسية الوسطى جواد الهيلالي على خط الملف.
وجاء الاعتذار المكتوب و المؤرخ بأكادير 11 ماي 2020، و الذي تتوفر جريدة البحرنيوز، على نسخة منه، بعد أن تقدم به ستة ربابنة لقوارب الصيد التقليدية، كل من الفاتحة، الخطاط، حمزة، كاشط، أيت تليلت، و بحار واحد لقارب الصيد كاشط، على شاكلة الاعتراف بالتصرفات التي وصفها الربابنة باللاأخلاقية في وثيقتهم. وهي التصرفات التي قاموا بها بتاريخ 8 ماي 2020، أثناء رحلة صيد بسواحل مدينة أكادير. وذلك عندما اعتدوا على مركب الصيد بالجر المسمى “الرافعي 2″، و المسجل تحت رقم 316/11، و تهجموا عليه رشقا بالحجارة المستعملة في إثقال شباك صيد الشعرة، لمنعه من الصيد في منطقة قانونية.
والتمس الأضناء الاعتذار من مجهز المركب، وربان السفينة، و كدا الطاقم بأكمله عن ما بذر منهم من تصرفات، غير مسؤولة، مع الالتزام والتعهد بعدم التعرض لمركب الصيد المعني، أو الإساءة إليه، كما جاء أيضا في تصريح مصطفى العزيزي بحار قارب الصيد التقليدي المسمى كاشط، والمسجل بوثيقة الاعتذار الرسمي، أنه يعتذر بدوره عن ما صدر منه بنشره مقطع فيديو، يسيئ لمركب الصيد الرافعي 2، على وسائل التواصل الاجتماعي، ملتزما بحذفه ونشر فيديو تصريح اعتذار رسمي.
و من جانبه أسقط مجهز مركب الصيد الرافعي 2، حقه في متابعة ربابنة قوار الصيد التقليدي المعنية بالتهجم على مركبه، بعد تقدمهم باعتذار رسمي، وإعلان واعتراف المعنيين بالأمر بخطئهم في التدخل، في أمور من اختصاص وزارة الصيد. وذلك نظرا للظرفية العصيبة التي تعيشها البلاد جراء فيروس كورونا المستجد، و شهر رمضان الكريم، و اعتبارا للحالة الاجتماعية للبحارة المعنيين، كما أشارت وثيقة التنازل الرسمية، إلى أن التنازل يأتي أيضا تفاعلا مع تدخل ذوي النوايا الحسنة لطي هدا الملف.
وبحسب مصادر مأذونة في تصريحها لجريدة البحرنيوز، فملف الاعتداء سلك المساطر القانونية، بعدما تقدم ربان، ومجهز المركب بشكاية رسمية أمام وكيل الملك، بسبب الاعتداء الخطير على مركب “الرافعي2″، والتسبب في جروح متفاوتة الخطورة للربان، وتدمير بعض أليات الصيد.
وكانت مصالح الدرك الملكي البحري قد قامت بمعاينة حجم الخسائر، وأيضا الأحجار المستعملة أثناء الاعتداء، حيث أن الأمور كانت ستتطور بشكل خطير، في حق المعنيين بالأمر، بتهم الشروع في القتل، والتهجم على المركب، والتدخل في اختصاص الوزارة الوصية، لولا تدخل جواد الهلالي، رئيس غرفة الصيد البحري الاطلسية الوسطى باكادير، على خط الملف، لثني المجهز عن المتابعة القضائية.
و جاء في تصريح جواد الهلالي رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى لجريدة البحر نيوز، أن تدخله يأتي في إطار السعي لتماسك أسرة قطاع الصيد البحري، خاصة في الظروف العصيبة المتزامنة مع فيروس كورونا المستجد، من جهة، و أيضا التزامن مع الشهر الفضيل، الدي يمنحنا فرص للتسامح و العفو، و تقديم التنازلات، لتحسين العلاقات.