تتواصل بسواحل أكادير عمليات البحث والتمشيط التي تقوم بها خافرة الإنقاذ “الفتج” مدعومة بطائرة إستطلاعية وبمشاركة البحرية الملكية، أملا في العتور على ناجين، أو جثت المفقودين أو ما يقرب من مآل مركب “نيدومغار” المنكوب .
وعلمت البحرنيوز أن هذه العمليات لم تسفر إلى حدود اللحظة عن أي جديد، فيما كثر الحديث عن حالة المركب ومدى أهليته للإبحار بأعالي كاب غير، بإعتبار هذه المنطقة، تتسم بوعورتها، وتحتاج لمركب صلبة وقادرة على التحمل، فيما تؤكد مصادر محسوبة على طاقم الصيد التي نجت بفعل عدم مرافقتها للطاقم في رحلته الآخيرة، أن المركب كان قد خضع مؤخرا لأشغال صيانة على مستوى ميناء طانطان، لكنه ظل يعرف تسربات للمياه.
وأبرزت ذات المصادر أن المركب الضارب في القدم، هو غير قادر على مغامرات الربان، الذي إشتهر بمغامراته في أحلك الظروف، يقول البحار الذي كان يشتغل كنائب للميكانيكي ، وكذا خياط شباك المركب، حيث أبرزا معا أن ذاكرتما تختزل الكثير من المغامرات، التي عاشاها رفقة الربان المفقود، رغم أن مركبه الطاعن في السن ، لا يتحمل الصعوبات.
من جانبه قال محمد مومن رئيس الكنفدرالية العامة لربابنة وبحارة الصيد الساحلي بالمغرب، أن المنطقة التي شكلت آخر ظهور للمركب، هي صعبة للغاية وتشكل تهديدا حقيقيا للمراكب، لدى وجب على المراكب تلافيها وتحذير الربابنة الذين يملكون مراكب صغيرة أو متلاشية من مغبة الصيد في تلك المنطقة، أو الإقتراب منها. إنها منطقة تعرف أمواج كالصخور وهنا يقول محمد مومن “ما كتنفع التجربة وما كتنفع الشطارة.. إنا لله وإنا إليه راجعون ” يقول المصدر.
إلى ذلك علمت البحرنيوز أن طاقم المركب المشكل من عشرة بحارة، هم يتوزعون على مجموعة من المناطق، إذ هناك ثلاثة بحارة بجماعة أورير، وبحارين من بنسركاو ، وبحارين من أنزا ضمنهما ربان المركب، وبحار من أيت تامر ، وبحارين قادمين من مدن الريف. فيما رجحت كل التصريحات أن يكون المركب قد تعرض لحادث إنقلاب مفاجئ، عندما كان يجر شباكه بالمنطقة المعلومة ، وهو الحادث الذي لم يمهل الطاقم لإصدار إنذارات، أو حتى القفز إلى المياه بسبب الظروف المناخية الصعبة، وكذا الأمواج والثيارات القوية التي يعرفها مسرح الإختفاء.
وتبقى هذه كلها إحتمالات حاولنا إستقاءها من طرف بعض الفاعلين المهنين، في ظل الغموض الذي يكتنف الواقعة، وغياب أي شهود يدلون بتصريحاتهم بخصوص الحادث، في إنتظار ما ستكشفه التقارير الرسمية. هذا فيما يبقى الرهان على تمشيط قاع البحر، عسا أن تكون شباك المركب او حباله، قد صادت بعض الجثث وأغرقتها في قاع البحر بالمنطقة. لكن هذا الرهان سرعان ما يصطدم بالعمق السحيق للموقع المتوقع للحادث المفجع.
ولم تسفر حملات التمشيط التي قامت بها خافرة الإنقاذ الفتح، إلى جانب بعض مراكب الصيد بالمنطقة، وإحدى طائرات الإستطلاع عن أي جديد، في الوقت الدي تعيش فيه عائلات المفقودين حالات من الحزن والتدمر الشديد، يزيده شعاع الأمل حرقة بسبب تلاشي الوصول للمفقودين أحياء، في حين بدأ سقف الرهان هو الحصول على جثث فلدات كبدهم، ومباشرة مراسيم الدفن قبل الإنطلاق في القيام بالإجراءات اللازمة، التي تستدعي ضرورة وجود الجثث، لتفعيل المساطر الإدارية المرتبطة بإعلان الوفاة ووالمطالبة بتعويضات التأمين.
إنتظروا باقي التفاصيل في فيديو يبث مساء اليوم ..