مريم براح واحدة من الوجوه الشابة بإقليم بوجدور، التي إختارت الإنخراط في محو الأمية الوظيفية في قطاع الصيد، حيث العمل على تعزيز الوعي والرفع من منسوب القرائية من داخل اقسام مركز التأهيل المهني البحري ببوجدور. إذ يزداد نسق التكوين وترتفع قابلية الإكتساب خلال هذا الشهر الفضيل .
وقالت مريم براح التي هي بالمناسبة رئيسة جمعية رمال لمحو الأمية الوظيفية بقطاع الصيد البحري ببوجدور في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن العمل خلال شهر الصيام تزداد فيه نسبة التركيز في صفوف المستفيدين من محو الأمية، في الكتابة و القراءة و الحساب. كما أوضحت أنها تدرس فوجان يضمان 30 بحار داخل كل منهما، همهم الظفر بمستوى تعليمي بحري. مبرزة في ذات السياق أنها تتفاجأ من قابلية المستفدين للتعلم ، وحرصهم على التطور.
وأضافت ذات المؤطرة أن المستويات تختلف باختلاف المستوى التعليمي للبحارة المستفدين من برنامج محو الأمية الوظيفية، حيث سيتمكن مستوى التمكين القرائي والكتابي، الذي يمتد على 300 ساعة، من استكمال برنامج مستوى التأهيل في صفوف البحارة المتمكنين من الكتابة والقراءة والحساب. وهو المستوى الذي لا تتجاوز عدد ساعاته 180 ساعة بكل موسم دراسي. وذلك بغرض محاربة الأمية في صفوف المتمدرسين من البحارة.
تكوينها البحري ، ومعرفتها بأسرار الأطقم البحرية، وكذا ظروف الإشتغال وهي التي تخرجت سنة 2011 ، كضابطة من الدرجة الثالثة في قيادة السفن من داخل معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعيون، وعملها ولمدة سنتين على متن مركب للصيد الساحلي صنف الجر بميناء العيون، قبل ان توجه بوصلة عملها البحري صوب أحد المصانع بميناء المرسى بالعيون لمدة سنة، كلها تجارب أهلت مريم براح لكسب إحترام المستفيدين ، وتحفيز إستعدادهم للتعلم وتعزيز المكتسبات الدهنية ، بغرض الرقي بمستواهم المعرفي والمهني مستقبلا.
وبدت مريم براح ، أكثر حماسا وتوهجا وهي تتحدث عن هذه التجربة الإنسانية وهي التي إختارت قبل سنوات في شكل من التحدي للذات ، العودة للدراسة لتعزيز مسارها العلمي بشهادة بكالوريا للمرة الثانية، أهلتها لمواصلة المشور التعلمي، حيث حصلت على اجازة في علم الاجتماع بكلية إبن زهر أكادير. هذا التطور المعرفي رسخ في ذهن مريم تقول براح ، إنشاء جمعية رمال لمحاربة الأمية ببوجدور، للنهوض بالمجال التعليمي في قطاع الصيد البحري.
وبعيدا عن هذه الوظيفة الإجتماعية الغارقة في الإنسانية، أشارت مريم براح في ختام تصريحها للبحرنيوز، مدى عشقها لتدوق الأسماك المشوية بإعتبارها من المكونات التي تزين مائدة الإفطار ، موضحة في ذات الصدد ان “السمك المشوي” من قبيل السنبير، الحداد، فطون، اولاح … يبقى من أهم الاكلات الرئيسية المعتمدة فوق المائدة المحلية لدى أغلب سكان مدينة بوجدور، وذلك لما يحمله من فوائد صحية ناهيك عن مذاقه الرفيع الذي يتميز به.