قدر رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات التعاونية بمركز صناعة صيد الأسماك في غرب ولاية يوكاتان ، خوسيه لويس تشينو كاريلو جالاز ، أن هناك 35 ألف طن في المخازن العالمية دون تسويق، بسبب فيروس كورونا، مشيرا إلى السيناريوهات السلبية التي يتوقعونها لموسم الأخطبوط بقوله ” نحن نتصور سيناريو حزين انطلاقا من 1 غشت إلى 15 دجنبر.
وأوضح المصدر في تصريح مطول نقله موقع “La Jornada Maya” أن الإنتاج قد تراجع في المواسم الثلاثة الأخيرة بين 30 و 34 ألف طن، 30٪ منها فقط موجهة للاستهلاك الوطني. فيما يتم تصدير الباقي بشكل رئيسي إلى إسبانيا وإيطاليا، وأيضا القليل إلى اليابان. وأضاف أن إشكالية المخزون مطروحة بشكل كبير، حيث، يوجد حاليًا أكثر من 15 ألف طن بين المكسيك وإسبانيا لا يمكن نقلها. هذا فضلا عن المنتجات التي كان من المقرر تسويقها خلال الموسم المغلق. ومع الأخد في الحسبان مخزون الأسواق الأخرى المنافسة من قبل إفريقيا، وآسيا ، والتي لديها أيضًا حجم كميات منتظمة من المنتجات في مستودعاتها، تتجاوز بكثير 35 ألف طن، ما يندر بموسم كارثي خاصة على مستوى الأثمنة.
و أفاد تشينو كاريلو أن الموسم الفارط، كان قد أغلق بأثمنة 78 بيزوس للكيلوغرام الواحد، لكن اليوم الأثمنة تراجعت كثيرا، إذ أن الثمن بلغ ما بين 40 و 50 بيزوس، مشيرا أن هناك تحسن طفيف في استئناف الأنشطة السياحية في إسبانيا وإيطاليا واليابان، لكن ليس كفاية لاستهلاك حجم الكميات المخزنة، ولا أيضا حجم الإنتاج القادم.
وأكد العضو المكلف بالجانب المالي أيضًا في الاتحاد التعاوني للمصايد المكسيكية، أن الإشكال الأخر الذي يزيد الطين بلة، هو ظاهرة الصيد غير المشروع، والذي يؤثر بشكل كبير على الوضعية المتأزمة. كون منافسة البيع تكون مرتفعة لدى المنتجين. فيكون خيار الصيادين البيع في السوق السوداء لكي لا يتم تأدية الرسوم، والضرائب، التي تأثر على تكاليف الإنتاج. حيث أن بالإمكان بيع منتج ب30 بيزوس فقط، في الوقت الذي كان يباع نفس المنتوج ب 50 بيزوس، بسبب الأزمة التي أرخت بضلالها على التجار الصغار للأسواق الاستهلاكية، وكدا المطاعم التي تسعى إلى اقتناء المنتجات بأقل ثمن.
ويراهن المهنيون على تقارير المعهد الوطني للمصايد (Inapesca)، وقرارات الصيد الجديدة بخصوص اعتماد حصص الكوطا، معتبرين أن بسبب الظروف الاجتماعية المترابطة مع الأزمة، لن يتم اعتماد الحصص في ظل غياب أسواق مفتوحة. ليبقى الرهان كبيرا على الانتقال من 25 ألف طن هدا الموسم، وسيحصل الصيادون على الأقل على مصدر رزق.
ويتواجد في يوكاتان 12 ألف صياد في الأوقات العادية، لكن العدد يرتفع خلال مواسم الأخطبوط ، ليبلغ حوالي 14 أو 15 ألفًا، مما يولد اقتصادًا مهمًا للغاية. ليس فقط ليوكاتان ولكن بالنسبة للبلاد . باعتبار أن المكسيك هي البلد السادس المنتج للأنواع البحرية على مستوى القيمة الاقتصادية.
و يشتغل الصيادون البالغ عددهم 15 ألفًا تقريبًا، على ظهر 600 قارب كبير، وخمسة آلاف قارب صغير. وما بين 24 و 28 نقطة معتمدًة للجماعة الأوروبية ، بالإضافة إلى خلق حوالي 10 آلاف منصب غير مباشرة ” واقتصاد ينزلق ضمن 14 مجتمع صيد، ضمن العديد من البلدان الأخرى التي لها تأثير على الصيد كدلك.
وقال العضو المكلف بالجانب المالي في الاتحاد التعاوني للمصايد المكسيكية، إن صيد الأخطبوط، ليس فقط من أهم المنتجات السمكية في يوكاتان، ولكن أيضًا في المكسيك. لأنه منتج رئيسي. حيث عمد في ذات السياق، إلى المقارنة بين الاستهلاك الأمريكي الذي يبلغ 25 كيلوغراما للفرد من الاسماك، و 40 كيلوغراما للمواطن الصيني. فيما يبلغ الاستهلاك الأوربي أعلى من 30 كيلوغرام. أما استهلاك الفرد في المكسيك، فهو لا يتجاوز 13 كيلوغرام، ليتضح فارق الثقافة الأكثر عمقا في استهلاك المنتجات البحرية.
وتمر الأسواق الميكسيكية بمرحلة الركود الاقتصادي، إذ تراجعت الأنشطة التجارية إلى الحد الأدنى، بعد إغلاق الأسواق الهامة الناتجة عن تراجع الاستهلاك الداخلي، إضافة إلى معاناة الصيادين والشح في الموارد الطبيعية، وعدم مبالاة الجهات المسؤولة، لإنقاذ نشاط الصيد، ما يحيل على سيناريوهات خطيرة، من انهيار اجتماعي مصاحب للانهيار الاقتصادي.
وحتى الآن كان الصيادون يصطادون من أجل القوت، يخرج الصياد في رحلة صيد ليوم أو يومين، ومن ما يحصل عليه، يتم تصريفه في السوق المحلي والإقليمي، في البلدية، وفي الولايات وشيء يأخذه إلى المنزل.
و للإشارة فقط فالمكسيك تعاني من شح في مصايدها السمكية، كما أن منتجاتها من صنف الأخطبوط، لا توازي قيمة المنتجات المغربية من ناحية الجودة، والقيمة الغذائية، وكدلك وأيضا سمعتها في الأسواق الدولية.
البحرنيوز: “La Jornada Maya” ترجمة عبد الجليل إد خيرات