أصبح العمل التعاوني في قطاع الصيد البحري يستقطب بشكل متزايد نساء الجنوب المغربي ، حيث تبرز مجموعة من التعاونيات التي تنشط في تثمين الموارد السمكية والأحياء البحرية ، كما هو الشأن للتعاونية النسوية “مصكولة لتثمين وتسويق منتوجات الصيد البحري بجهة الداخلة واد الذهب”، التي نستقبل في هذا الحوار رئيستها مصكولة با عمر، التي سنعمل معها على الوقوف على تحديات العمل التعاوني النسوي بالجنوب ، كما نستشرف معها التطلعات التي تخطها ذات التعاونية، في سياق النهوض بالمرأة المتعاونة في قطاع الصيد. كما سنتعرف على رأيها في النقاش الذي يدور حاليا حول إتفاقية الصيد مع الإتحاد الأوربي .
حاورتها ليلى حبيبي
مرحبا بك مصكولة باعمر، رئيسة تعاونية مصكولة لتثمين و تسويق منتوجات الصيد البحري بجهة الداخلة واد الذهب. كأول سؤل قربينا من التعاونية التي ترأسينها؟
تعتبر تعاونية مصكولة لتثمين وتسويق منتوجات الصيد البحري بجهة الداخلة واد الذهب، هي أولى التعاونيات البحرية بنون النسوة بجهة الداخلة واد الذهب لكويرة، حيث كان لهذه التعاونية الفضل في ظهور بوادر عمل تعاوني نسوي في القطاع البحري بالجهة، ليصبح عدد التعاونيات النسوية اليوم ثلاث تعاونيات تنشط في قطاع الصيد البحري. هذا مع العلم أن وضع حجر الأساس لإفتصاد تضامني نسوي بنفس بحري، لم يكن سهل المنال بمجتمع له خصوصياته، بحيث اتسم بالوعورة والصعوبة. فنجاح الخطوة الذي خطته مكتب التعاونية، كان رهينا بأفكار ومعطيات ميدانية مهنية، تم التطرق لها ودراستها قبل إنشاء التعاونية، التي أضحت اليوم تحصد نجاح تلو الأخر بالساحة البحرية.
باعتبار الاسثمار البحري يحضى بمكانة خاصة بجهة الداخلة واد الذهب، لما تحمله سواحل المنطقة من ثروات سمكية تميزها عن باقي المناطق، هل طبعت المرأة الصحراوية اسمها داخل المجال الاقتصادي و التجاري المرتبط بالصيد بالداخلة؟
الاستثمار النسوي في مجال قطاع الصيد البحري بجهة الداخلة واد الذهب يمكن القول أنه لايزال محتشما، إن لم نقل محدودا، لكن مستقبل الرقي بالنساء المهتمات بالمجال البحري، يلوح في الأفق، بفعل تنزيل مقاربة النوع الاجتماعي، مع ضرورة تعبئة مجمل الإمكانيات النسوية، و كدا حماسهن في تعزيز المسارات الإنتاجية و الاقتصادية البحرية بالقطاع. ودلك بفعل الإرادة الملكية السامية، والإرادة الدولية للنهوض بالمستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي البحري لنساء البحر، الائي يعتبرن نصف المجتمعن مناصفة بالرجل البحار، الذي كان قطاع الصيد البحري حكرا عليه لسنوات خلت.
طيب دعينا نعود لتعاونية مصكولة، ما هي أهم الانجازات التي ساهمت بها مؤسستكم الاجتماعية، لتقوية النسيج الاقتصادي للنساء العاملات بقطاع الصيد بالمنطقة؟
أولا دعيني أقول لك أنه قد تم تأسيس التعاونية للانتقال إلى مرحلة الاستثمار المالي و الاقتصادي، و ذلك من خلال العمل على مناقشة مشروع استثمار”تمليج و تجفيف السردين”، الذي يضم مجموعة من الأقسام الأساسية، مرورا من عملية التنقية إلى انتقال لمرحلة و التمليح و التجفيف. و هو الأمر الذي سيعمل على مواكبة و دمج المرأة المغربية وشقيقتها الإفريقية ككل داخل سوق العمل البحري بالجهة. كما سيعمل على فسح المجال أمام تكوين و تشغيل هده الفئة، على أمل المرور خطوة بخطوة إلى منصة النجاح. من خلال الانتقال مستقبلا من دمج 60 عاملة داخل معمل التجفيف و التمليح إلى 600 ممتهنة.
كيف تعمل التعاونية على التعريف بنسيجكم الاقتصادي التضامني، الذي ببدو أنه نسيج واعد على المستوى الجهوي والوطني؟
اليوم مرت قرابة سنة على إنشاء تعاونية مصكولة لتثمين و تسويق منتوجات الصيد البحري بجهة الداخلة واد الذهب، إلا أن التعاونية نجحت والحمد لله بتنسيق مع وزارة الصيد البحري، بتنظيم يوم تواصلي تحت عنوان مقاربة النوع في قطاع الصيد البحري، و بفعل تكثيف اللقاءات البحرية مع السيدة الكاتبة العامة لوزارة الصيد البحري، بمعية الأطر البحرية المسؤولة، تم مد التعاونية بمجموعة من المعارف التقنية و المهنية، للوقوف على الوعي الثقافي البحري بنية صادقة. وذلك بغرض الرفع من مستوى آليات إنتاج التعاونية، للغوص في مشاريع تضامنية استثمارية. وهذا بالفعل ما لمسناه بشكل حقيقي وواقعي، من خلال اللقاءات التواصلية التي جمعتنا بالسيدة زكية الدروش على التوالي.
من المتوقع أن تتم المصادقة النهائية على إتفاقية الصيد مع الإتحاد الأوربي منتصف شهر فبراير 2018. من زاويتكم كنساء بحريات بجهة الداخلة واد الدهب، كيف تنظرون لهذه الإتفاقية ووقعها على ساكنة المنطقة؟
إن إتفاقية الصيد بين المغرب و الاتحاد الأوروبي هي تتميز بوقعها الإيجابي على ساكنة المنطقة، خصوصا منهم الشباب والنساء، الذين ينتظرون بشوق المصادقة النهائية على الإتفاقية، والتسريع بتنزيلها على ارض الواقع. فمثل هده الاتفاقيات سيحسن لا محالة من المستوى الإنتاجي للمنطقة، تحت شعار “رابح رابح”. إنه إتفاق جاد سيكون له وقع إيجابي على التنمية المحلية بجهة الداخلة واد الذهب. كما ان الإتفاقية الجديدة جاءت حبلى بمجموعة من المتغيرات، التي تهم مراجعة عدد المراكب التي ستلج المياه المغربية. كما أنه رفع من الشق المالي الذي سيستفيد منه بلدنا الحبيب. وهي معطيات ستجد لها إمتدادا على مستوى التنمية المحلية، خصوصا وأن أبناء المنطقة كلهم أمل، في السير قدما وتطوير آليات اشتغالهم، والرفع من مستواهم الاقتصادي و الاجتماعي، من خلال إبراز دواتهم على مستوى الساحة البحرية.
لا شك وأن تعاونيتك تستعد للمشاركة في النسخة الخامسة من معرض أليوتيس ، ماذا حضرتم لهذا الموعد ؟
مشاركتنا في معرض اليوتيس ستساهم في فتح قناة للتواصل و التعارف، بين تعاونيتنا والمتدخلين الاقتصاديين و الاجتماعين الفاعلين في قطاع الصيد البحري، خارج و داخل ارض الوطن. كما سيمكننا الملتقى من إبراز أهمية مشروعنا التنموي الإنتاجي والاستثماري، الذي تتبناه تعاونية مصكولة، بمجمل أفكاره و مضامينه المختلفة. وهي خطوة ستساعد التعاونية مستقبلا على التقدم للأمام، نحو مسار النجاح. وذلك في أفق إرساء ثقافة بحرية لفائدة النساء الراغبات، في ولوج قطاع الصيد البحري بجل مكوناته و أصنافه. حيث الغاية تمكين المرأة من أليات تساعدها على الإعتماد على نفسها، والتميز في خلق مشاريع و استثمارات ببعد تضامني، يكون لها الوقع الإيجابي على النسيج الإقتصادي للجهة.