كشفت مصادر مهنية من ميناء أكادير أن الأسابيع الأخيرة سجلت عدد من الحوادث الخطيرة بين مراكب الصيد الساحلي صنف السردين دون سقوط ضحايا تذكر.
و قد ارتفعت حصيلة اصطدام مراكب الصيد البحري الساحلي بمصيدة أكادير فيما بينهم حتى وصلت عتبة مخيفة مما يستوجب على الوزارة الوصية تسطير حملات تحسيسية حول الظاهرة التي أصبحت تهدد كثيرا حياة البحارة، بل و إيجاد سبل حثيثة لتجنب ما لا يمكن تعويضه من الأرواح البشرية ، و اعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تهم كافة الجوانب من النهوض بالسلامة المهنية من على ظهر المراكب و التقليص من الحوادث القاتلة و تطوير التشخيص المبكر للأخطار المهنية والوقاية منها والارتقاء بالكفاءة المهنية للبحارة.
وتبقى هذه الإجارءات من المطالب المستعجلة سيما و أن الأسباب الرئيسة لهده الحوادث تختلف ما بين حالات المراكب السيئة و ضعف وعي المهنيين حول السلامة البحرية بالإضافة إلى عدم التقيد بالاحتياطات الضرورية في الظروف الدقيقة والبالغة الخطورة التي تستدعي الحفاظ على أعلى درجات التنسيق والتشاور لتعزيز دور فاعل ومؤثر في معالجة الأوضاع الراهنة.
ويبقى السبب الحقيقي في هذه الحوادث يتمثل أولا في الأعداد الكبيرة من المراكب في نفس المصيدة، ثم ثانيا و أساسيا جشع بعض المهنيين الذين يغامرون دون أن يفكروا في العواقب المريرة بحيث يكون الربان على أتم الاستعداد للقيام بعملية الصيد بعد عثوره على مؤشرات ( الرشم ) تفيد وجود أسماك و رمي الشبكة في البحر، و هي عملية دقيقة و خطيرة أيضا تجعل الربان يأخذ قراره النهائي ( بالكالة في لوقيتة ) و إلا لن يحصل على شيء.
ويعتبر عامل الوقت مهم جدا في عمليات الصيد ليس قبل لوقيتة و ليس بعدها بل في وقتها حين تصعد الأسماك و ترى المراكب في حلقة متقاربين فيما بينهم ، لكن مع عامل الضباب و عدم تقدير المسافات اللازمة بين مركب و مركب تصبح حالات الاصطدام واردة بقوة كما وقع مؤخرا حين اصطدم مركب حمامة الجنوب بمركب ( المورازيق الكبير ) مسببا له في خسائر فادحة من قطع شباكه و تسرب المياه إلى داخل المركب جعلته يدخل في عطلة إجبارية ومتخلفا بدلك عن رحلات صيد جديدة حتى إصلاح الأضرار التي لحقته.
كما انه و في حادثة مماثلة تسبب مركب أمالو في قطع شباك مركب أخر إلى حوادث أخرى كثيرة لا يتم التبليغ عنها، بل يتحمل الربان أو صاحب المركب المخالف في تأدية مصاريف الخسائر للمركب الأخر، و هو ما جعل حسب بعض المهنيين قضية الضغط على مصيدة دون أخرى، تطفوا من جديد على السطح لما لها من سلبيات كثيرة من مثل الازدحام بالميناء، و الاكتظاظ وصعوبة الرسو و التفريغ بل و الأدهى من دلك إشكالية التثمين التي حدت من طموحات المهنيين بعدما أصبح صندوق سمك الأنشوبة الموسمي يباع ب 90 درهم فقط في وقت كانت تصل فيه الأثمنة إلى 400 درهم .