على بعد ثلاثة أشهر من انتهاء سنة 2020 بمصيدة التناوب الأطلسية الجنوبية، للأسماك السطحية الصغيرة، لم يتجاوز عدد كبير من مراكب الصيد الساحلي صنف السردين، نصف الكوطا الفردية المحددة بالمصيدة المعنية، و ذلك راجع للأسباب مختلفة.
وبحسب الأرقام الرسمية لحجم مفرغات مراكب الصيد الساحلي صنف السردين بأرصفة ميناء الداخلة الجزيرة، مركبين فقط من أصل 75 مركبا تنشط بمصيدة التناوب بسواحل الداخلة، هي الأقرب لإنهاء الكوطا الفردية السنوية الخاصة بها ، و المحددة في 2000 طن قبل نهاية السنة. فيما 12 مركبا تبقى لها ما بين 300 و 700 طن لبلوغ سقف الكوطا المحددة في الفترة المتبقية من السنة الجارية.
واستناد إلى المعطيات الرسمية الخاصة بحجم مفرغات الصيد من الأسماك السطحية الصغيرة، بمصيدة التناوب بالداخلة، فإن حوالي 20 مركبا ساحليا تجاوز، بقليل نصف الكوطا الفردية السنوية المخصصة لكل مركب على حدة، و 11 مركبا استنفدوا أقل من ربع الكوطا فقط ، و 30 مركبا تجاوز حجم 500 طن. بل أن البعض منها هو قريب من الوصول إلى نصف الكوطا.
وقالت مصادر مهنية مطلعة في تصريح لجريدة البحر نيوز، أن سنة 2020 هي سنة إستثنائية بكل المقاييس، بعد تزامنها مع جائحة فيروس كورونا المستجد، التي كانت سببا رئيسيا في توقيف نشاط الصيد بسواحل الداخلة طيلة فترة الحجر الصحي. ما يفسر عدم استطاعة عدد كبير من مراكب الصيد الساحلي صنف السردين، من استنفاذ حصصها الفردية من الكوطا السنوية.
و تابعت ذات المصادر المطلعة تفسيرها لحالة تفاوت حجم مفرغات الأسماك السطحية الصغيرة، بين مراكب صيد السردين الساحلية التي تنشط بمصيدة التناوب، إلى كون عدد من المراكب إستطاعت في عز فترة الحجر الصحي، توفير أطقمها من خلال الاستعانة بالبحارة اللذين لم يغادروا مدينة الداخلة، ومواصلة نشاطها البحري، ما جعلها تتجاوز نصف الكوطا الفردية المحددة في 2000 طن، بل أن البعض منها هو قريب، أو قاب قوسين من ذلك في الأسابيع القليلة القادمة.
وشكلت رداءة الأحوال الجوية، التي طبعت الشهور الأخيرة من السنة، أيضا عقبة عثرة أمام طموح مراكب صيد السردين، بل حتى أن التوقف الاضطراري لأيام طويلة بسبب ( المنزلة )، حال أيضا دون تحقيق صيد في حدود المتوسط بالنسبة لبعض المراكب، ودون المتوسط بالنسبة للأغلبية التي لم تتجاوز نصف الكوطا بعد، ولن تتمكن من إنهاء حصصها الفردية السنوية، في ظل استمرار رداءة الأحوال الجوية السيئة.
وبحسب تصريحات مهنية متطابقة، فإن بروز أسماك السردين الصغيرة دون الحجم التجاري بالمصيدة ( الولد )، من جانب أخر مؤشر جديد ينضاف إلى الأسباب الرئيسية، التي تطبع مصيدة التناوب. بحيث أن الرحلات البحرية أصبحت تدوم ليومين دون أن تحقق المراكب أهدافها. بل وحتى المغامرة في استهداف أسماك الإسقمري، لا تكون دائما سليمة. إذ أن مناطق استهدافها تعرف تواجد ما يسمى في اللغة المهنية ( بلافيراي ) أي حطام السفن، والصخور، متسببة في قطع الشباك، و انشطار فصالتها.
يتبع