أصدر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري فرع أكادير تقريرا علميا حول المد الأحمر الذي كان قد أصاب سواحل المدينة ، والذي أثار تساؤلات كثيرة لدى مهنيي الصيد البحري اللذين ينشطون بدا ت السواحل.
وكثرت التأويلات والأقاويل عن الظاهرة في الآونة الآخيرة، ما بين “البلومة ” و ” الفانكو ” و”أزل” ، و “البحر مريض” ، ما دفع بالمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى أخد الأمور بجدية كبيرة، لإزالة اللبس حول حقيقة الظاهرة، و تقديم تقرير علمي مفصل حولها، من خلال أخد العينات ، و الخروج في رحلات مع مراكب الصيد للمعاينة الدقيقة .
وأكد تقرير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري فرع أكادير، أنه في الفترة الزمنية الممتدة ما بين أواخر شهر شتنبر وأواخر شهر أكتوبر الحالي، تمت ملاحظة ظهور مياه ملونة بعرض سواحل أكادير، و هذه الظاهرة أدت إلى ظهور صعوبات في عمليات الصيد عن طريق التطويق، هذا حسب شهادات أرباب مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة.
وقد أثبتت التحريات الميدانية والتحليلات المخبرية التي قام بها الطاقم العلمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري،أن هذه الظاهرة هي نتيجة لتكاثر بعض الطحالب البحرية المجهرية (العوالق النباتية)، والتي كانت تتألف في معظمها بكثافة عالية من ثنائيات السوط، الأمر الذي أضفى لونا أصفر-أخضر لمياه البحر.
وتزامنت هذه الظاهرة الطبيعية مع الفترة الخريفية، التي تُعرف بتكاثر سريع ومكثف للطحالب البحرية المجهرية، حيث تؤدي صبغياتها في بعض الأحيان، إلى تغير لون مياه البحر وتحويلها إلى “مياه ملونة” ، أو ما يصطلح على تسميته عامة بالمد الأحمر.
هذه الوفرة النباتية تتم عموما نتيجة إغناء الوسط البحري بالأملاح المغذية، وارتفاع درجات حرارة المياه السطحية، ووفرة الأشعة الشمسية، مع انخفاض سرعة الرياح. وقد ثم التأكد من كينونة جل هذه الأسباب، عبر فحص صور الأقمار الاصطناعية لسطح المياه الإقليمية.
ومكنت وفرة هذه الطحالب ذات الحجم المجهري، مع توفرها على زوائد سوطية، من تكوين مادة عضوية لزجة تسببت في انسداد عيون شباك صيد السردين . كما أنه بالموازاة مع هذه النتائج، أظهر برنامج المراقبة الصحية للسواحل، الذي تقوم به مختبرات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، على فترات منتظمة (أسبوعيا)، بأن ظاهرة المياه الملونة لسواحل أكادير أخذت في الانخفاض والتلاشي. كما سجل التقرير عدم وجود الطحالب المجهرية السامة، كما لم يتم تسجيل أي تأثير سلبي على جودة المياه بالمناطق المصنفة المنتجة للصدفيات.
و كانت جريدة البحرنيوز قد نشرت في وقت سابق، مادة أولية عن ظاهرة المد الأحمر بسواحل أكادير ، و نقلت تخوفات المهنيين من سلبيات الظاهرة، مراهنين في ذات السياق على الإجابات العلمية للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في الموضوع .