مفوضية الإتحاد الإفريقي : مشاورات طنجة خطوة مهمة لجعل إفريقيا فاعل رئيسي في التخطيط لمستقبل المحيطات

0
Jorgesys Html test

‏أكدت جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، مفوضة الزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة بمفوضية الاتحاد الإفريقي، على أهمية المشاورات التي تحتضنها طنجة ، واصفة إياها بالخطوة المهمة بإعتبارها توفر للمشاركين الأفارقة الفرصة لملاءمة أولوياتهم الوطنية والإقليمية مع الأجندة العالمية الأوسع، وضمان وضع إفريقيا في موقعها الصحيح، بإعتبارها ليست مجرد مشارك بل فاعل رئيسي لمستقبل المحيطات.

وشددت ممثلة المفوضية ضمن كلمة لها في أول مشاورة إفريقية تحضيراً للمؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC-3) ، على الإلتزام الراسخ لضمان إسماع  صدى صوت أفريقيا بقوة في UNOC-3. كما أكدت أن الأفارقة ليس مجرد مشاركين في المحادثة العالمية حول القضايا المتعلقة بالمحيطات؛ بل تشكل أطرافاً محورية. خصوصا وأن المخاطر كبيرة للغاية بالنسبة لأفريقيا،  ولا يجوز لها أن تكون أقل من الصوت القيادي في هذه المناقشات.

وأكدت المسؤولة الإفريقية أن مفوضية الاتحاد الأفريقي مستعدة للعمل بشكل وثيق مع جميع أصحاب المصلحة، سواء داخل أفريقيا أو على الصعيد الدولي، لمعالجة القضايا المحيطية الحرجة ، التي نواجهها اليوم. داعية الدول الإفريقية الأعضاء التي ستذهب إلى UNOC 3، لتوحيد صوتها في ذعوة الشركاء، ليس فقط للالتزام، ولكن أيضًا للوفاء بالتزاماتهم تجاه الحلول القابلة للتنفيذ. فيما أكدت المسؤولة أن  إفريقيا مطالبة بلعب  دور رائدً في اقتصاد المحيطات. في ظل الحاجة إلى الابتعاد عن الإعتماد على الواردات وإستهلاك التكنولوجيا ، إلى تطوير اقتصاد أزرق/محيطي مرتفع العائدات،  والذي سيفيد ليس فقط الشعوب الإفريقية ولكن أيضًا العالم.

وسجلت ممثلة الزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة بمفوضية الاتحاد الإفريقي، أن المفوضية ستدافع بالتعاون مع الدول الأعضاء الأفريقية، لتحقيق الأولويات الرئيسية،  التي تهم  تعزيز الشراكات والتعاون والتنسيق الإقليمي والدولي؛  وتعزيز قدرة أفريقيا على العلوم والتكنولوجيا والابتكار؛ مع تعزيز حوكمة المحيطات الشاملة والاقتصاد الأزرق؛ كما سترفع مطالب تأمين آلية مالية للمحيطات مثل التمويل الأزرق؛  ومعالجة تحديات  التلوث البحري وتغير المناخ وغيرها من التحديات؛ مع  تعزيز مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة، وذلك من خلال مراكز التميز في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية؛ و تطوير وتنفيذ مشاريع استثمارية قابلة للتمويل؛

وإحتضنت طنجة في خطوة وصفت بالتاريخية أول مشاورة إفريقية تحضيراً للمؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC-3)، وذلك لتوحيد الجهود الإفريقية لحماية المحيطات،  وهي المشاورة التي تنظمها المملكة المغربية بدعم من الأمم المتحدة،  حيث يندرج هذا الحدث الهام ضمن الأسبوع الأفريقي للمحيطات الممتد من 7 إلى 10 أكتوبر 2024، وقد حظي بدعم كبير من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والمركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة، وأكاديمية المملكة المغربية، مما يعكس التزام المملكة الراسخ بتعزيز حكامة شاملة ومستدامة للمحيطات على مستوى القارة الإفريقية.

وتأتي هذه المشاورة تجسيداً للرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،  لتحويل الواجهة الأطلسية للمملكة إلى “فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي”، وهو ما أكده جلالة الملك، خلال خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المجيدة. وقد دعا جلالته إلى تطوير اقتصاد بحري متكامل يعتمد بشكل أساسي على الاستثمار المتواصل في قطاعات الصيد البحري، وتحلية مياه البحر للأغراض الفلاحية، وتعزيز الاقتصاد الأزرق، ودعم الطاقات المتجددة.

وترأس هذه المشاورة الهامة السيد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بحضور السيدة نزهة العلوي، الرئيسة المنتدبة لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والسيد عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، والسيدة جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، مفوضة الاتحاد الإفريقي في قطاع الزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، والسيد عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، والسيد بيتر طومسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المحيطات.

وشهدت المشاورة مشاركة واسعة من ممثلي أكثر من 30 دولة إفريقية، من بينهم 16 وزيراً،  حيث تركزت المناقشات حول أربع محاور رئيسية  تشمل  حوكمة المحيطات  والأطر السياسية،  وأهمية  البيانات العلمية في  اتخاذ القرارات،  وآليات  التعاون  وتعبئة  التمويل  لدعم  الاقتصاد  الأزرق،  بالإضافة إلى  بناء  القدرات  وتعزيز  مشاركة  مختلف  الأطراف  المعنية،  مع  التركيز  على  إشراك  الشباب  والمجتمعات  الساحلية.  حيث

وساهمت المشاورة الإفريقية في توطيد تنسيق الجهود بين الدول الإفريقية لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة باستدامة المحيطات. خصوصا وان الدول الإفريقية تستعد الآن للاضطلاع بدور ريادي خلال المؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC-3)، لضمان إدماج أولويات وخصوصيات القارة بشكل كامل في الأجندة الدولية. وسعيًا لإيصال صوت القارة الإفريقية إلى المحافل الدولية.

وتتطلع المشاورة إلى مواءمة أولويات الدول الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة مع الأجندة الدولية، وخلق ديناميكية إفريقية متميزة من خلال تعزيز الحوكمة الشاملة للمساحات البحرية، مع مراعاة الخصوصيات الجهوية لكل دولة. كما تهدف إلى تضافر الجهود القارية لمواجهة التحديات المرتبطة بالمحيطات بشكل مشترك وفعال. وتُعد هذه المبادرة فرصةً استراتيجيةً لإفريقيا لتعزيز التنمية المستدامة والشاملة، والمساهمة في إحداث إصلاح جذري في آليات التعاون لتعزيز التضامن وتحقيق تكامل أكبر بين دول القارة.

 

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا