آسفي: محمد عكوري
دعت عدة مكونات مهنية بقطاع الصيد الساحلي إلى تحرير رواج السمك بمنطقة نفوذ غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية وطالبت بحل جذري وحاسم لازمة سمك العبور التي باتت تطرح عديدا من العراقيل في وجه المهنيين.
وأكدت ذات المكونات في مذكرة رفعتها أمس الثلاثاء 6 ماي الى المديرة العامة للمكتب الوطني للصيد البحري، أنها سجلت ميلا قويا نحو منع سمك العبور بأكثر من ميناء بمنطقة نفوذ الغرفة المذكورة. وهو ما واجهه المهنيون بالاستفسار أولا عن الأسباب و المبررات، فكان الرد تبعا للمذكرة نفسها هو صدور قرار وزاري في هذا الصدد ، حفزته احتجاجات بعض الجماعات المحلية التي تشتكي من ضعف الموارد.
وأوضحت مذكرة المهنيين التي نتوفر على نسخة منها، أنهم لم يطلعوا على أي قرار مماثل ويشككون أصلا في وجوده، كما أن احتجاجات بعض الجماعات حتى و إن صح فإنهم غير معنيين به، لأنهم حين اللجوء إلى سمك العبور يصرحون بالمنتوج لدى مندوبيات الصيد البحري و يؤدون الواجبات القانونية.
وبررت المذكرة اللجوء إلى سمك العبور ب عجز أسواق السمك بالجملة عن استيعاب المنتوج السمكي كاملا. و قد تكرر هذا الأمر حتى غدا، حسب تعبير المذكرة ذاتها ، عذابا يوميا للمهنيين في عدد من أسواق الجملة، حيت إستدلت المذكرة بسوق الهراويين بالدار البيضاء الذي يشهد ، بحسبها، تكريسا فاضحا لعدد من السلوكات والممارسات التي لا تشجع على التجارة، في ظل فوضى عارمة و غياب امكنة قارة لعرض الأسماك مما يجعل المعاينة امرا صعبا.
كما عرجت المذكرة على سوق الجملة بميناء الدار البيضاء و اعتبرت انه يستفيد من سمك العبور الذي يساهم في خلق توازن بين العرض و الطلب، و في توفير منتوج سمكي بأسعار مناسبة مشيرة إلى دور هذا السمك على الصعيد الاجتماعي، لاسيما توفير الشغل لفئة المياومين و العاملين المرتبطين بالمراكب، والمقدرة عددهم بأزيد من 300 شخص.
هذا وتحدتت المذكرة عما وصفته بالاحتكار الذي يعرفه ميناء الجرف الأصفر من طرف ثلاثة تجار، معيبة عليه كونه ميناءا معدنيا في الأصل، مبرزة ان تداول السمك فيه يتعارض مع المذكرة الأوربية بشأن الجودة . وهذا ما يدفع المهنيين إلى نقل منتوجهم السمكي على وجه السرعة قبل ان يتعرض للغبار المعدني. وأضافت المذكرة ذاتها ان هذا الميناء مهمل على مستوى البنيات التحتية و تغيب عنه بشكل مهول المرافق الصحية و مستلزمات الوقاية و الإنقاذ. كما سجلت على ميناء الجديدة نفس الممارسات التي تضر بمصالح المهنيين و خاصة ما تعلق منها بالاحتكار.
و سجلت المذكرة أن الهيكلة الداخلية لسوق السمك بالجملة في ميناء أسفي تطرح العديد من المشاكل في وجه المهنيين، فيما يجعل صغر مساحة سوق الصويرة مهاهم عسيرة بسبب الاكتضاض و غياب موقف للشاحنات.
و تم ختم المذكرة التي وقعها كل من محمد عزام و حسن دخوش ومحمد جبيلو ممثلي غرفة الصيد الأطلسية الشمالية من الصويرة، كما وقعها من أسفي كل من نقابة ربابنة الصيد المهنيين و جمعية الأمل لأرباب و ربابنة الصيد الساحلي والجمعية المهنية لمصدري وتجار المنتوجات البحرية، تم ختمها بالتأكيد على أن سمك العبور لا يمثل اليوم سوى نسبة ضئيلة من المنتوج السمكي . متسائلين في الوقت نفسه عن سبب تغييب المقاربة التشاركية، و معربين عن رفضهم لسياسة فرض الامر الواقع التي ينهجها مسؤولوا القطاع.