لفظت أمواج البحر الأطلسي ظهيرة اليوم بشاطئ “ديمزي”على مستوى السواحل الممتدة بين تامري وإمسوان، جثة يرجح انها لبحار ضمن الضحايا إلثلاث لحادث إنقلاب قارب الصيد التقليدي ”لمهور-3” المسجل بالدائرة البحرية بأكادير، يوم الجمعة الماضي.
وإستنفر الحادث مختلف السلطات المتدخلة، التي حلت بموقع الحادث لمعاينة الجثة وإنتشالها، وإحالتها على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، من أجل إخضاعها للتشريح، إنسجاما مع المساطر المتبعة في مثل هذه النوازل المأساوية، قبل تسليم الجثة لذويها، خصوصا وأن الجثة بدأت في التحلل بعد قضاء أسبوع كامل في البحر.
وأعتبر ثلاث بحارة في عداد المفقودين منذ يوم الجمعة 3 فبراير الجاري، بعد انقلاب قارب للصيد التقليدي بالسواحل الممتدة قبالة مياه الكاب. حيث تقادفت الأمواج القارب، وكذا معدات البحارة ، دون أن يظهر أي أثر للبحارة الثلاث، قبل ظهور الجثة التي لفظها البحر ظهيرة اليوم . حيث رجحت مصادر محلية حينها أن يكوم الحادث ناجم عن الظروف الجوية الصعبة، التي عادة ما تعرفها منطقة الكاب، المتسمة بمناطق وعرة، وأمواج وثيارات قوية ، تحتاج لمعرفة مسبقة بحركة الرياح واتجاهات الأمواج، وجغرافيا المكان.
وتكشف هذه الحوادث المتتالية عن مواصلة حالة استهتار البحارة بأرواحهم، بالنظر لحالة التراخي التي يتعاطى بها الكثير من البحارة مع سترة النجاة، خصوصا وأن الجثة التي تم إنتشالها ظهرت مجردة من الملابس وكذا من سترة النجاة التي تحمل على عاتقها حماية البحارة من الغرق. فيما يتطلع الفاعلون المهنيون في الصيد التقليدي، إلى موعد إفراج الوزارة الوصية عن المشروع الواعد، الرامي إلى تعميم سترة النجاة من الجيل الجديد على بحارة الأسطول.
وتؤكد المعطيات أن هذا المشروع سيجد طريقه للتنزيل هذه السنة، غير أن واقع الحال يفرض إعمال لغة التحسيس، وإرفاقها بسياسة زجرية ، للتصدي لحالة التراخي في تفعيل أدوار السترة على القطع البحرية، لأن هذه السترة صنعت لتعتلي الأكتاف وتطويق الأعناق لحماية الأرواح ، وليس لتحويلها إلى مجرد أذاة لاجتياز الفحص التقني السنوي، أو تخزينها في الأكياس البلاستيكية.