وصلت قافلة الصحراء المغربية التضامنية التي تضم نحو 60 شاحنة جرارة اليوم الخميس إلى مدينة مراكش، لتفريغ حمولتها بمستودع التخزين التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك تحت إشراف سواعد جنود القوات المسلحة الملكية.
وقال فاعلون مهنيون في الصيد البحري بالعيون في تصريحات متطابقة للبحرينوز، أن هذه القافلة تأتي لتأكد للعموم التضامن القوي والامشروط لساكنة الجنوب مع ضحايا الزلزال المدمر، حيث وضع مهنيو الصيد بدورهم لمستهم ضمن هذه المبادرة الجماعية، التي تحمل اليوم الكثير من الرسائل غير المشفرة للرأي العام الدولي.
وأوضحت ذات المصادر أن القافلة هي إنسانية ولا يمكن إخرجها من سياقها العام، لكنها في نفس الوقت هي دلالة قوية عن جوهر الإنسان وإنتمائه وتطلعاته حيث تكريس مفهوم التلاحم المغربي والتضامن القوي، فالكل قد شاهد التأثر الكبير لساكنة الجنوب جراء ما ألم بإخوانهم في الحوز وتارودانت وورززات، فهبّوا ملبين الندا الإنساني متضامنين، وقلوبهم تدعو بالرحمة للشهداء، معبرين عن تعاطفهم المطلق مع المنكوبين وأكف الضراعة مرفوع للرحيم المنان لشفاء المرضى والمعطوبين.
وأثار إنطلاق القافلة من ساحة المشور بالعيون في مسيرة تضامنية ضخمة إعجاب المواطنين بالصحراء كما بباقي ربوع المملكة الذين قابلوها بالتهلييل والتكبير في مشهد قوي يعبر عن كرم أهل الصحراء المغربية، وكذا عن تآزرهم البليغ مع ضحايا الفاجعة الأليمة.
ويتم تفريغ مخزون الشاحنات داخل المستودع التي من أغذية وأفرشة ومستلزمات طبية، إضافة إلى الخيام وكل الوسائل الممكنة لمساعدة أهالي الأقاليم المنكوبة، في أفق توزيعها على المناطق المنكوبة تحت إشراف القوات المسلحة الملكية، بإستعمال مختلف الوسائل اللوجستية، سواء برا أو جوا.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في حصيلة محينة إلى حدود الساعة السابعة مساء من أمس الأربعاء، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية بلغ 2946 شخصا، تم دفن 2944 منهم، تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5674 شخص. إذ اشارت ذات الوزارة في بلاغ لها، أن عدد الوفيات بلغ 1684 بإقليم الحوز، و980 بإقليم تارودانت، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية.
وأكدت الوزارة أن السلطات العمومية تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة في الوقت نفسه كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.