في سياق عالمي متصاعد لحماية النظم البيئية البحرية ومكافحة التلوث البلاستيكي، وتفعيلاً لمضامين برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للمتوسط، شهدت مدينة الفنيدق صباح أمس الجمعة مبادرة ميدانية بيئية، تمثلت في نشاط دراسي ميداني وعملي لانتشال النفايات من قاع البحر، بمشاركة غواصين محترفين وجهاز بيئي متخصص.
ونُظِّم هذا النشاط البيئي من طرف جمعية أبطال الفنيدق للصيد تحت الماء وحماية البيئة، وبشراكة مع المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث التابع لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وبتنسيق مباشر مع السلطات المحلية. حيث إمتدت الفعالية إلى محيط نقطة تفريغ السمك بالفنيدق، فيما قام الغواصون بعملية غوص علمية وانتشال ممنهج للنفايات البحرية من قاع البحر.
وحسب تصريحات متطابقة للمنظمين ، فقد تميزت العملية بنهج علمي شفاف، تم خلاله فرز النفايات المنتشلة، وتوثيق كميتها ونوعيتها في سياق جهود الرصد البحري البيئي. ويهدف هذا التوثيق إلى تقييم دقيق لحالة التلوث القاعي بالمنطقة، وتوفير قاعدة بيانات تُسهم في دعم القرار البيئي وتحسين التدخلات مستقبلاً.
ووفق ذات المصادر فهذا النشاط لا يُعد حدثًا معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة تدخلات بيئية مبرمجة عبر عدة شواطئ مغربية، تروم تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية، وتفعيل التزام المغرب بـأهداف التنمية المستدامة الأممية، خصوصًا الهدف 14 الحياة تحت الماء، الذي ينص على حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.
وأكدت جمعية أبطال الفنيدق على أهمية إشراك المجتمع المدني في حماية البيئة البحرية، ليس فقط عبر التحسيس، بل عبر المشاركة الفعلية في المعاينة والمعالجة. حيث يعكس هذا النشاط التحسيسي، التعاون بين المجتمع المدني، والمؤسسات العمومية، والسلطات المحلية لترسيخ النموذج الناجح للتكامل في العمل البيئي.
و تبقى مثل هذه المبادرات جسرًا عمليًا بين السياسات الوطنية والرؤية الدولية لحماية البيئة البحرية. وبين أعماق البحر وسطح السياسات، تترجم جهود الغواصين اليوم بفنيدق رسالة واضحة: حماية البحر تبدأ من تحت الماء، وتستكمل بوعي فوقه. لاسيما في زمن تتعاظم فيه التهديدات التي تواجه البحر من نفايات بلاستيكية، وتغيرات مناخية، وتوسع عمراني ساحلي.
