يعيش عشرات المجهزين المتخصصين في صيد السمك الصناعي بالداخلة على وقع إبتزازات لا منتهية من طرف أصحاب وحدات التجميد ووحدات التحويل . وأكد عدد من المجهزين أن هؤلاء الذي يكدون في جلب المادة الأولية من الأسماك السطحية لاسيما السردين والأسقمري، أصبحت اليوم سلعهم كاسدة بعد إجتماع عقده أرباب وحدات التجميد إتفقوا من خلاله على تخفيض أثمنة الشراء بأزيد من 30 في المائة. فبعدما كان الكيلوغرام الواحد من هذه الأسماك يباع ب209 سنتيم أصبح الثمن الذي يضغط أرباب الوحدات من أجل تطبيقه هو 150 سنتيما.
وتحدت عدد من المجهزين بأن هذا الضغط تحول لما يشبه التلاعب بعد إصرار عدد من أرباب وحدات التجميد بشراء الأسماك بثمن تم المطالبة بإرجاع جزء من مبلغ الشراء بحجة ضعف الإقبال وإرتفاع أثمنة الشراء، وذلك قصد التحايل على الأثمنة المحددة بمحاضر رسمية بين المجهزين وأرباب الوحدات وبمباركة من الوزارة الوصية.
وربطت دات المصادر هذا الضغط بالتضيق الذي أمسى يمارس على مهنيي الصيد الصناعي ببعض القرارات التي أخدتتها وزارة الفلاحة والصيد البحري في اطار إستراتيجية أليوتس، خصوصا في جانب تحديت القطاع، كالترخيص لبواخر صيد عملاقة RSW أو ما يسمى بمراكب البيلاجيك بصيد الأسماك السطحية الذي كان له الأطر السلبي على مهني الصيد الصناعي، بإعتبارها بواخر تختلف عن المراكب العادية، سواء على مستوى حمولتها التي تتعدى 450 طنا أو في طرق ووسائل الصيد المعتمدة لديها. وهي طرق وصفت بالخطيرة ودات العوافب الوخيمة على مخزون الأسماك السطحية ، في ظل إعتمادها على تقنية الصيد بالجر التي لا تفرق بين أسماك سطحية أو تلك التي في العمق، بحيت تأتي على الأخضر واليابس. وهو ما يهدد مستقبل التروة السمكية بالمنطقة ومعه مجهزي و بحارة الصيد الساحلي.
وأضافت مصادرنا بأن هذه البواخر التي بلغ عددها بالمنطقة الجنوبية 32 باخرة وهو رقم مرجح للإرتفاع في وقت تم منعها بعدد من الدول لطابعها التدميري، كانت قد دخلت إلى المغرب بناء على مطالب أصحاب الوحدات الصناعية بإعتبارها تتوفر على حمولة كبيرة ومزودة بأجهزة للتجميد، مما سيضمن تثمين المنتوج تماشيا مع أهداف أليوتيس. غير أن هذه البواخر التي كان من المفروض أن توجه الكميات التي تستقطبها نحو وحدات التصبير والتثمين وتوجه نسب قليلة من سلعها نحو دقيق السمك أصبحت اليوم توجه مصطاداتها بالكامل نحو معامل دقيق السمك مخلفة بذلك إستياء كبيرا وسط مجهزي المراكب الصغيرة في ظل إغراق وحدات التجميد والتحويل بالسلع .
وإستنكر عدد من المهنيين الصمت الرهيب لوزارة الفلاحة والصيد البحري عن الاستنزاف الممنهج الذي تمارسه مراكبRSW في حق الترة السمكية مطلبين بضرورة التصدي للخطر الذي يتهدّد مستقبل الثروة السمكية خاصة بالمنطقة الجنوبية”c” .
هذا ويعتبر صيد الأسماك الصناعية من بين أهم مكونات الصيد الساحلي بالمغرب، فأزيد من 600 مركب صيد تشتغل بمختلف موانئ المملكة بغرض توفير المادة الخام التي تشكل المورد الأساسي لمختلف الوحدات الصناعية، التي تشتغل على تصبير الأسماك أوتجميدها أو تحويلها إلى دقيق بعد إستخراج الزيت الغنية بالأوميكا 3. وهو الأمر الي يعطي أهمية كبرى لهذا النوع من الصيد الذي يشغل يد عاملة مهمة، تتوزع بين البحر واليابسة.