دعا مشاركون خلال ندوة نظمت يوم الجمعة 17 غشت 2018 بالولیدیة (إقلیم سیدي بنور) إلى حمایة بحیرة المنطقة من التلوث، والتي تعتبر فیھا زراعة المحار المصدر الرئیسي للثروة وشھرتھا السیاحیة والغذائیة.
واعتبر المشاركون ، وغالبیتھم من المختصین والفاعلین الجمعویین خلال ھذه الندوة، التي تنظم في إطار فعالیات مھرجان (محار الولیدیة) في نسخته السادسة حول موضوع حالة البحیرة ومستقبل زراعة المحار في المنطقة ، أن بحیرة ھذا المنتجع الجمیل على شاطئ البحر ”مكان یحتمل أن یكون مھددا بالتلوث الكیمیائي والمیكروبیولوجي. “
وأشاروا إلى مجموعة من التھدیدات المحتملة، خاصة منھا التجمعات السكنیة قریبة من البحیرة ، حیث تسرب میاه المجاري، ورعي الحیوانات بجانب البحیرة، ناھیك عن الفوضى المسجلة خلال فترة الراحة البیولوجیة.
ونتیجة لذلك، أعرب صاحب مزرعة لتربیة المحار عن أسفھه جراء فقدان المحار في المنطقة، التي تقارب نسبته حالیا 80 في المائة، معتبرا ذلك ”كارثة ذات عواقب لا یمكن تفسیرھا، تعرض غالبیة المنتجین للإفلاس“.
وأضاف المشاركون أن ھذه الندوة شكلت فرصة سانحة لتجدید الدعوة للسلطات المعنیة، من أجل الاستجابة للمطالب الجماعیة الرامیة لإنقاذ البحیرة ومحارھا. كما أثاروا مشاكل أخرى تتصل بزراعة المحار في الولیدیة، التي یعود تاریخھا إلى سنة 1950 ،مثل تحدیث مشروع الدراجات التي تعمل بالطاقة الشمسیة، وإنشاء میناء في الولیدیة.
وبدأت زراعة المحار بالمنطقة مع استیراد المحار من البرتغال سنة 1955 بفضل بییر بنسكلو. إذ تم تسویق الأحجام الصغیرة من المحار بعد 12 إلى 24 شھرا بعد زراعتھا. منذ ذلك الحین، تطورت المصاید في موقع شبه مغلق من الولیدیة المطلة على المحیط، وحالیا یشرف المھنیون على ثمانیة مزارع للمحار ومزرعة للرخویات نشطة بالبحیرة، حیث یصل إنتاج ھذه المزارع البحریة إلى 300 طن، في حین بلغ رقم المعاملات لحوالي 8 ملایین درھم.
بالنسبة للجانب التجاري للمحار، یبقى السوق الرئیسي متمركزا في مدینة الدار البیضاء، الذي یستقطب 60 في المائة من الإنتاج. في حین یتم تسویق الباقي بالمؤسسات السیاحیة بمختلفة مناطق المملكة. وتجرى غالبیة المبیعات بشكل رئیسي خلال شھري دجنبر وینایر.
ویسعى مھرجان (محار الولیدیة) الذي تنظمه الجمعیة الإقلیمیة للشؤون الثقافیة و الاجتماعیة و الریاضیة إلى غایة 19 غشت الجاري، التعریف بالمؤھلات السیاحیة والإیكولوجیة والثقافیة للمدینة، وخاصة في ما یتعلق بتربیة الصدفیات وسبل تثمینھا واستثمارھا في المجال التنموي.
البحرنيوز : متابعة
