طالب مهنيو الصيد التقليدي بجهة الداخلة وادي الذهب بتعزيز البنيات التحتية بقرى الصيد، بما يضمن مزاولة آمنة ومستدامة للنشاط البحري، ويقلّص من المخاطر التي تتهدد أرواح البحارة، خاصة في ظل حدوث حوادث مأساوية بعدد من نقاط الصيد غير المؤهلة بالشكل الكافي.
وتجددت هذه المطالب بعد الحادث البحري الخطير الذي شهده ساحل نقطة الصيد إمطلان شمال مدينة الداخلة، يوم الثلاثاء 12 غشت 2025، حيث تعرّض قارب صيد تقليدي لحادث كاد أن يُنهي حياة طاقمه، بسبب قوة الأمواج أثناء محاولة الربان الرسو على الشاطئ. ورغم محاولته الرجوع إلى عرض البحر، لم تسعفه الأمواج العاتية، حيث تسبب ارتطام القارب بالصخور في تعطيل المحرك وتدمير القارب بالكامل، وفق ما وثقه مقطع فيديو تداوله عدد من المهنيين.
ورغم أن أفراد الطاقم نجوا من الحادث بأعجوبة حسب ما أورده موقع صوت الصحراء الذي اورد الخبر، فإن الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول ضعف التجهيزات الوقائية، خصوصًا في نقطة إمطلان التي تحمل دلالة رمزية قوية، إذ تعني بالأمازيغية “المقبرة”، وهو ما يعكس بدقة حجم الخطر الذي يتهدد المهنيين في هذه النقطة الساحلية، المعروفة كذلك باسم “111”.
ويشدد المهنيون على أن غياب حواجز وقائية تسهّل عملية الدخول والخروج من البحر، يظل من بين أبرز المشاكل التي تُضاعف من احتمالات وقوع حوادث، خاصة خلال فترات المد البحري القوي والرياح الشمالية الغربية التي تعرفها الجهة. فيما يؤكد المهنيون على ضورة الترخيص للقوارب بحمل محرك ثاني ، يمكنهم من إستعماله في حالة الظوارئ، مواجهة التحديات التي عادة ما تحاصر القوارب .
ورغم بعض المبادرات التي أطلقتها مؤسسات محلية، ومنها مساهمة مجلس جهة الداخلة وادي الذهب في توسيع نقطة التفريغ إمطلان، فإن المعنيين بالقطاع يرون أن المقاربة تظل غير كافية، ما لم تُرفَق بإنجاز بنيات تحتية بحرية تضمن الحد الأدنى من السلامة المهنية، وتواكب النشاط المتنامي لقوارب الصيد التقليدي بالمنطقة.
وفي هذا السياق، يدق الفاعلون المهنيون ناقوس الخطر بخصوص وضعية عدد من قرى الصيد بجهة الداخلة، والتي تعاني من هشاشة البنية التحتية البحرية، وغياب خدمات الإغاثة والتدخل السريع، وانعدام أرصفة رسو آمنة، ما يضع أرواح مئات البحارة في مهبّ المخاطر.
