يعول مهنيو الصيد على مستوى المنطقة الممتدة بين حدود سبتة المحتلة والجبهة بالواجهة المتوسطية للمملكة، على قطاع الصدفيات في خلق نوع من التوزان في الحياة المهنية، لاسيما في ظل التراجع الذي تعرفه المصايد المحلية، إسوة بمختلف السواحل المتوسطية، التي تعد اليوم من المناطق المنكوبة سمكيا، إستنادا للتراجعات التي تعرفها الواجهة في السنوات الآخيرة.
وعلى الرغم من الإنتظارات التي عادت ما ترافق مواسم الصيد، خصوصا موسم الأخطبوط ، فإن محدودية المفرغات وتراجع الأثمنة، لم يجعل من هذا الموسم “فكاك الوحايل” كما يخطط له في الوسط المهني، حيث تعمل القوارب على تغيير معداتها للتوجه نحو الصنف الرخوي، غير أن الموسم الشتوي لم يفي بالتطلعات المعقودة عليه من طرف الأطقم البحرية. وهو ما جعل الأصوات ترتفع من جديد داعية الوزارة الوصية إلى رفع الكوطا المخصصة للمنطقة من صنف الكونشا “Vernis” لضخ روج جديدة في الوسط المهني، وبعث الدينامية المفقودة بالنظر للأهمية التي يحضى بها قطاع الصدفيات على مستوى هذه المنطقة.
ودعت مجموعة من الهيئات المهنية في ملتمس مرفوع لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في وقت سابق، إلى رفع كوطا صيد الصدفيات لصنف الكونشا بالشواطئ الممتدة بين منطقتي حدود سبتة المحتلة و الجبهة، وبصفة عامة كل المراكز البحرية ذات الصلة، بهذه الصدفيات، ليتسنى للبحارة التقليديين لهذه الربوع من المملكة لاستئناف ممارسة عملهم المهني بشكل دينامي، بعدما بدأت تعرف شواطئ المنطقة انخفاض حاد في المنتوج السمكي منذ مدة، بما فيها صنف الرخويات .
ووفق ذات الهيئات المهنيىة فإن ضعف مردودية صيد السمك، وما يوازيها من غلاء في مادة المحروقات، والأدوات ومعدات الصيد، هي كلها معطيات وتحديات تلعب دورا قويا في تدهور الحالة الاجتماعية للبحارة، خاصة مع موجة ارتفاع الأسعار العالمية. والتراجع المهول للثروات السمكية (بالخصوص الأسماك السطحية الصغيرة)؛ وما يوازي ذلك من مشكل عويص لا حلا له، يتمثل في سمك النيكرو. وهو ما جعل عدد كبير من القوارب وخصوصا التي تصطاد الأسماك بالشباك، تتوقف عن العمل في فترات متفرقة وطويلة، ما سبب أزمة كبيرة لدى مهنيي القطاع في فترة عويصة يعاني منها الجميع مع غياب بدائل لهؤلاء المهنيين.
وذكّرت الهيئات المهنية بنتائج الدراسة التي قام بها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في وقت سابق، والتي تبين أن هذه المنطقة تنوفر على مخزون هام جدا من منتوج الصدفيات لاسيما الكونشا “Vernis” القابل للاستغلال ، حيث تم تقديم 1000 طن كأفل كوطا و كتجربة أولى يبرز نص الملتمس، لمنطقتي ونفوذ مندوبيتي المضيق والجبهة، وهي حصة ضعيفة جذا تقول الهيئات المهنية الموقعة على نص الملتمس ، نظرا لطول الشاطئ الممتد من ميناء الجبهة إلى حدود سبتة المحتلة وعدد القوارب الموجودة بجميع المراكز البحرية الموجودة بين هذه الحدود.
ودعت الهيئات المهنية إلى الزيادة من حصة الصيد (الكوطا) بإعتبارها الحل الوحيد الذي بإمكانه إنقاذ مهني هذه المنطقة من العطالة، و السماح لهم بمزاولة عملهم والمحافظة على مدخولهم في إطار الظروف المعيشية الخانقة والقاسية ، حيث إلتمست الهيئات إضافة 500 طن على الأقل كزيادة تسمح لمهني المنطقة من استغلال المنتوج، وتعزيز أفاق الإستغلال على مستوى البدائل الممكنة.