تعيش الساحة المهنية في الصيد الساحلي بالمنطقة الشرقية حالة من الغليان ، بعد أن مرت الدور العادية لجهة الشرق دون ان تثير النقاش حول الإتفاقية المنتظرة لدعم الشباك السينة، حيث كان الفاعلون المهنيون يعولون على هذه الدورة، في فك طلاسم التأخير الذي يعرفه هذا الملف ، خصوصا وأن جهة طنجة تطوان الحسمية كانت قد صادقت على نقطة مماثلة في دورة مارس من السنة الجارية .
وقال سعيد الرايس ممثل الصيد الساحلي في غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة عن الجهة الشرقية ، أنه من غير المعقول أن يستمر رئيس الجهة في إفال هذا الملف ، لاسيما وأن مهنيو الصيد بالمنطقة يواجهون ظروفا صعبة للغاية أجبرت الكثير من المراكب على مغادرة موانئ المنطقة في إتجاه موانئ آخرى سواء بالمتوسط او الأطلسي ، فيما إضطر آخرون إلى بيع مراكبهم ، فماذا تنتظر الجهة أكثر من هذا ، هل تريد أن تتحول الموانئ إلى كرجات أو خرابات .
وأضاف المصدر ، ان عينها غرورقت بالدموع لما إطلع على جودل اعمال الدورة ، والتي غيب نقطة أساسية في ظل الأهمية التي يكتسيها نشاط الصيد الساحلي بالمنطقة ، بإعتباره أحد المحركات الإنتاجية التي تسم في الإقتصاد المحلي إمتصال البطالة ، وتحريك أنشطة أخرى سواء بالبحر أو باليابسة ، فهل غابت عن مجلس الجهة يتساءل المصدر هذه المعطيات، أم أن لهذا التأخير إمتدادات أخرى غابت عنا معطياتها ؟
وراسلت جمعيات الصيد الساحلي صنف السردين بالمنطقة الشرقية في وقت سابق رئيس جهة الشرق ، ملتمسة إنخراط هذه الجهة في الجهود القائمة لتعيم الشباك السينية من خلال تفعيل مشروع اتفاقية شراكة من اجل اقتناء شباك دوارة، مقاومة لهجمات الدلفين الكبير لفائدة مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة العاملة بالسواحل المتوسطية. كما دعت الجمعيات المهنية الجهة إلى معالجة إشكالية الدعم المالي المتأخر لمجموعة من المراكب بالمنطقة .
وذكرت الجمعيات أن قطاع الصيد الساحلى بجهة الشرق يعاني ومنذ زمن طويل، من مشكل هجمات الدلفين الكبير على شباك الصيد؛ وذلك في غياب حلول علمية جذرية، تضع حدا لهذا الكابوس، الذي يهدد القطاع . هذا الآخير الذي يعد من أهم الركائز الاقتصادية لجهة الشرق، هو يعاني اليوم من العديد من المشاكل وعلى رأسها مشكل النيكرو.
وكانت أشغال الدورة العادية الثانية لغرفة الصيد البحر المتوسطية بطنجة، قد عزت تأخر إطلاق ورش تعميم الشباك السينة ، إلى تأخر إنخراط جهة الشرق ضمن هذا الورش الجديد، الذي يروم تعميم الشباك السينة كأحد الحلول التي تقترحها الجهات الوصية، لمعالجة مشكل الهجمات المتكررة للدلفين الكبير .
وأكد مدير الصيد البحري بوشتى عيشان ضمن اشغال ذات الدورة، أن الإدارة تنتظر فقط مساهمة جهة الشرق، لإنجاز الإتفاقية المرتبطة بتمويل الشباك السينية، مبرزا في ذات السياق أن قطاع الصيد، كان قد طلب من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري تحيين تقييم الشباك من حيث “القيمة المالية”، في ظل الإرتفاعات التي عرفتها جميع المواد في الآونة الآخيرة. واليوم يقول المدير، فالإتفاقية تنقصها فقط مساهمة جهة الشرق التي تمت مراسلتها في الموضوع.
ويطالب الفاعلون المهنيون بالواجهة المتوسطية بتسريع هذا الملف الذي عمر طويلا ، لكونه تعقد عليه تطلعات الفاعلين المهنيين بالمنطقة ، في ظل الأضرار التي تلحقهم نتيجة الهجمات المتكررة لسمك النيكرو. هذه الآخيرة التي تواصل إحباطها مهنيي الصيد بالمنطقة، وتعمق معاناة مهنيي الصيد في ظل الأزمة الحالية المطبوعة بالإرتفاعات المتواصلة لتكاليف الإنتاج ..