عبر مجموعة من مهنيي الصيد التقليدي بالعرائش ،عن استيائهم لتوقفهم عن الخروج في رحلات صيد بشكل اضطراري بسبب هجوم و التصاق “عكريش البحر” spider crap بشباك صيدهم ،التي تجتاح سواحل العرائش بشكل مكثف خصوصا عند هيجان البحر.
و حسب مصادر مهنية مطلعة فإن “الكراب” أو ما يعرف باللغة المحلية لدى صيادين ب” عكريش” يتسبب في تمزيق شباك الصيادين ومعه عرقلة عملية الصيد لمهنيي الصيد التقليدي بالمنطقة، وهو الأمر الذي يسبب ضياع المحصول السمكي من خلال الالتصاق بخيوط شباك الصيد بشكل مكثف توضح المصادر ، ما لا يسمح لمهنيي الصيد بالإنعام بما يجود به البحر من المصطادات السمكية.
و في ذات السياق أوضح مصطفى لمهيدي رئبس جمعية قوارب المستقبل بالعرائش في تصريح أن عكريش البحر تكاتر بالمنطقة جراء وجود بيئة ملائمة، كما هو الشأن لبقايا الأسماك التي تستعمل لإطعام سمك “تونة الحمراء” بالمضربات، مما تسبب حسب الفاعل الجمعوي في بروز الكثير من الفطريات ومعها الهجمات المتواصلة للكراب على شباك الصيد ، ما يجبر مهني المنطقة حسب ذات المصدر، على نشر شباكهم الثقيلة و الغير صالحة للصيد فوق أرصفة الميناء لما يزيد عن أسبوعين تحت أشعة الشمس، لتبخر الماء الذي يتكون منه العكريش قبل نفض الشباك و خياطتها بغية استعمالها مستقبلا.
وإلى ذلك أكدت مصادر عليمة من داخل المركز الجهوي للمعهد الوطني لصيد البحري بطنجة ، ان ظاهرة تواجد و انتشار العكريش بالمنطقة، غير مرتبطة بزمن أو ظرفية معينة، بقدر ما هي مرتبطة بتأقلم مع بيئة مناخية طبيعية، تلائم ظروف تكاثر لكراب سيما في ظل استقرار مناخي و انسكاب نهر” لوكوس” التي تعرفه المنطقة مند القدم. هذا بالإضافة إلى تراجع بعض أصناف الأسماك التي كانت تقتات من “الكراب” تقول المصادر، و التي كانت تساهم في خلق توازن . وكلها ظروف تؤكد المصادر تبقى مرتبطة بكل ما هو طبيعي عكس ما يروج له من إشاعات ألصقت تكاثر لكراب البحري بتواجد مضربات “التونة الحمراء ” .
و اضافت ذات المصادر التي كانت تتحدث في اتصال هاتفي بالبحرنيوز، أن الظروف المناخية التي تزخر بها العرائش، ساهمت بشكل كبير بهجرة لكراب نحو سواحلها البحرية، والتي لا تعتبر من السواحل الوحيدة التي تشهد تكاثر هدا النوع من الأحياء البحرية، حيث أن سواحل المهدية تعيش نفس الحالة البيئية والمتمثلة في تواجد هذا النوع من الأحياء البحرية بالمنطقة، رغم أنها تحتوي على مضربة واحدة و التي تتميز بالبعد عن المصايد بسواحل المهدية .
تبقى الإشارة أن مهني الصيد التقليدي بالمنطقة الواقعة بين سواحل المهدية و صولا الى أصيلة، موزعين إلى قسمين، قسم منهم يعتبر تواجد العكريش نقمة على بحارة المنطقة باعتباره إشكال يعيق عمل مهني الصيد التقليدي حتى أن العديد منهم إضطر إلى استبدال شباك الصيد بالصنارة بالعرائش، في حين يذهب شطر ثاني إلى إعتبار تواجد العكريش بسواحل المنطقة فأل خير لما يحمله من قيمة مالية ينتفع بها المهنيون، حيث يتراوح ثمنه بين 40 و 50 درهما للكيلوغرام الواحد.