خلصت اللقاءات التي عقدتها الغرفة المتوسطية لتدارس النقاش الدائر حول مستجدات مصيدة البوراسي او سمك الزريقة الوردية “La dorade rose” بمصيدة جبل طارق إلى الإتفاق على تحديد الحجم التجاري لهذا النوع من الأسماك في 30 سنتمترا، مع إعتماد راحة بيولوجية في حدود شهرين تمتد من 15 يناير الى 15 مارس من كل سنة ، والدعوة إلى تعويض البحارة على غرار بحارة الجارة الاسبانية المتخصصين في صيد سمك زريقة الوردية.
وكانت الغرفة المتوسطية قد توصلت يوم فاتح غشت 2019 بمراسلة من ادارة الصيد البحري تلتمس من خلالها إبداء ملاحظات وآراء حول المعايير الجديدة المقترحة، من طرف الهيئة العامة لمصايد اسماك البحر الابيض المتوسط (CGPM) في مشروع المخطط دون الاقليمي لتدبير سمك زريقة وردية “La dorade rose” بمصايد مضيق جبل طارق. وهو المخطط تمت دراسته في الدورة الواحدة والعشرين بمصر، من طرف اللجنة العلمية الاستشارية للهيئة ما بين 24 و27 يونيو 2019. حيث تم اقتراح معايير تقنية لتدبير والحفاظ على سمك “زريقة وردية” في البحر الأبيض المتوسط .
وأوصت مقترحات الهيئة العامة بتحديد الحد الأدنى للحجم المرجعي للمحافظة في 33 سم عوض 25 سم المعمول به حاليا في المغرب، والعمل على تحديد راحة بيولوجية، مع تحديد الكمية المصطادة، وكدا عدد الأيام الأقصى للصيد المسموح بها . وهي المقتراحات التي تفاعلت معها الغرفة المتوسطية بعقدها سلسلة من اجتماعات من بينها، الإجتماع الذي تم عقده يوم الثلاثاء 3 شتنبر 2019 لمناقشة المعايير المقترحة مع ممثلي مهنيي الصيد الساحلي والتقليدي، الذين يزاولون الصيد بمنطقة مضيق جبل طارق وخاصة صيد سمك “البوراسي”. حيث أفضى هذا اللقاء وفق منشور للغرفة المتوسطية على بوابتها الرسمية ، وبعد نقاش مستفيض بين الحاضرين، الى طلب عقد اجتماع مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري لدراسة الموضوع من الناحية العلمية البيولوجية والتقنية قبل اتخاذ أي قرار.
وعقدت الغرفة وفق ذات المنشور يوم 11 أكتوبر 2019 اجتماعا آخر مع مدير المعهد الجهوي للبحث في الصيد البحري بمقر المركز الجهوي للمعهد بطنجة، وبحضور ممثلي مهنيي قطاع الصيد الساحلي والتقليدي ومندوب الصيد البحري بطنجة، للاستماع والاستفادة ودراسة مقترحات ( CGPM )حول سمك زريقة الوردية من الناحية العلمية والبيولوجية. إذ وبعد تقديم شروحات علمية ودقيقة من طرف مسؤولي المعهد حول مخزون سمك ” البوراسي” بمصايد مضيق جبل طارق، تبين أن حالة مخزون هذا النوع من السمك، قد انخفضت بشكل كبير وخطير، وأصبح من الضروري اتخاذ إجراءات مستعجلة لإنقاذ هذا النوع من الأسماك ذات القيمة التجارية المرتفعة، والتي تزخر به منطقة البحر الابيض المتوسط. خاصة وأنه مخزون مشترك مع الجارة الاسبانية.
ولمواصلة النقاش حول المعايير التقنية الجديدة المقترحة لتدبير سمك البوراسي بمصيدة مضيق جبل طارق، عقد اجتماع أخر بتاريخ 16 أكتوبر 2019 بمقر غرفة الصيد البحري المتوسطية، لتدارس الموضوع وإعداد مقترحات متفق حولها من طرف جميع المهنيين. وذلك قصد رفعها لوزارة الفلاحة والصيد البحري، وهو الاجتماع الذي كان قد ترأسه يوسف بنجلون رئيس الغرفة، وبحضور ممثلي مهني قطاع الصيد الساحلي والتقليدي لميناء طنجة.