البحر نيوز/ محمد عكوري
على اثر القرار الذي اتخذته وزارة الصيد البحري وقدمت من خلاله رؤيتها لـ “تحديد وحدة التهيئة مع تقسيم المناطق” عقد مهنيو صيد السمك الصناعي بميناء أسفي رفقة مهنين من موانئ جنوبية اجتماعا موسعا يوم الثلاثاء 28 اكتوبر2014 ، لتنسيق الرؤى و تدارس سبل التعاطي مع القرار.
وبعد نقاش مستفيض لأسباب لجوء الوزارة ، وخصوصا في الوقت الراهن لتبني مثل هذا القرار الذي يعيد إلى الأذهان سياسة تقسيم البلاد إلى مغرب نافع و آخر غير نافع خلص الاجتماع الى ان القرار يعتبر تجاوزا خطيرا لمبدأ المقاربة التشاركية الذي نص عليه دستور 2011 فضلا عن إثارته تساؤلات حارقة بشان الأهداف المتوخاة منه، على مرمى حجر من تنظيم المعرض الدولي للصيد البحري “اليوتيس” شهر فبراير القادم.
وأصر المهنيون على ضرورة إعادة النظر جملة وتفصيلا في التقسيم الذي لم يراع أبدا سوى مصالح اللوبيات المتنفذة و جاء في مجمله على شاكلة هدايا مجانية مكنت البعض من ريع جديد متكتم عليه وهو ما يعد ضربا مباشرا لأرزاق عديد من المهنيين الذين فرض عليهم القرار الانفرادي للوزارة التقيد بمناطق معينة وعدم تجاوزها إلى أخرى رغم أن الصيد فيها لن يوفر لهم حتى نصف المردودية التي اعتادوا على تحقيقها وكان سعيهم دائما للرفع منها .
ووقف المهنيون طويلا لتأمل حالة ميناء أسفي مستنكرين أن تتم مكافأة هذا الميناء العريق ذي الارتباط التاريخي بالبحر بهذه الطريقة النكراء التي تريد أن تفرض على مهنييه حصارا جديدا يقيدهم بضرورة الصيد في منطقة معروفة بقلة مردودية الصيد فيها. مع إفساح المجال واسعا للوبيات الانتفاعية لكي تصول و تجول كما يحلو لها في الشواطئ الجنوبية المعروفة بوفرة أسماكها. بالإضافة إلى تمكين فئة من الوصوليين من احتكار ميناء بوجدور بصورة حصرية وحرمان مهنيي ميناء أسفي من الوصول إلى الاحتياط “س”.
إن ما تحاول الوزارة فرضه حسب المهنيين الحاضرين في اللقاء يعد في أصله مناقضا تماما لما أورده صاحب الجلالة في خطابه بشأن توزيع الثروة وبشأن، تكافؤ الفرص، وهذا ما يدفع إلى رفضه رفضا مطلقا مع الاحتفاظ بكامل الحق في بلورة كافة الأشكال النضالية التصعيدية للضرب على يد كل من سولت له نفسه العبث بمصالح و أرزاق البحارة و الربابنة و المجهزين، والخضوع لمنطق الو لاءات و الزبونية من أجل استباحة الثروة السمكية الوطنية من طرف لوبيات تربطها مصالح مشبوهة مع الأوصياء على القطاع.
وتبقى الإشارة أن الإجتماع تميز بحضور كل من السيد محمد بازين رئيس اتحاد جمعيات و نقابات الصيد الساحلي بالجنوب الذي كان مرفوقا بالسادة عبد الخالق الجيخ عن الجمعية المهنية للصيد الساحلي بالعيون و محمد افرغال و محمد أعضيض والمخطوطي عن نقابة المهنيين باكادير.
