لفظت مياه الأطلسي يوم الأربعاء 20 ماي 2020 حوثا ضخما ، بشاطئ البليبيلات بجماعة الدورة (40 كلم شمال مدينة العيون). حيث تم العثور على الحوث الضخم من طرف عناصر تابعة للقوات المساعدة المرابطة بساحل الإقليم.
وكشفت مصادر عليمة محسوبة على المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن الحوت هو من نوع هركول Rorqual يحمل إسما علميا Baleinoptera borealis، ويبلغ طوله 14 مترا فيما يقارب وزنه 12 طنا.
ويعيش هذا من النوع من الحيثان الذي يعرف أيضا بالحوت الزعنفي، في جميع البحار، والمحيطات وخاصة العميقة والبعيدة عن الشواطئ، ويهاجر حوت الساي، أو الروركال الباليني سنويا من المياه الباردة، وشبه القطبية، في فصل الصيف إلى المياه المعتدلة، وشبه الاستوائية في فصل الشتاء، ويتغدى حوت ( الساي ) الإسم مستمد من اللغة النرويجية، أساسا على مجدافيات الأرجل، والإيفوزيات وغيرها من العوالق الحيوانية، و هو واحد من أسرع الحيتان، إذ يمكن أن تتعدى سرعته 50 ميلا في الساعة.
وحسب الأخصائيين فإن حيتان Balaenoptera borealis ، هي حوتيات نحيفة ، على الرغم من أنها أكثر قوة من الحيتان الزعنفة. وهي من عائلةrorquals Balaenopteridae، وهذه الحيتان الطويلة النحيلة أكثر انسيابية بكثير من الحيتان الكبيرة الأخرى. حيث يمكن الفصل بين نوعين من هذه الحيثان يؤكد المهتمون بالأحياء البحرية، حيث هناك منه نوع شمالي “B. borealis borealis” ، وآخر جنوبي “B.”borealis schlegellii.” و تظهر الزعانف الظهرية لدى هذه الحيثان، محددة بشكل جيد ومعلقة قليلاً، وتقع على بعد حوالي ثلثي الظهر، على طول أجسامهم. رؤوسهم وفكيهم ضيقة إلى حد ما ومقوسة قليلاً .
ويتراوح طولها عادة بين 12,2و 16 مترًا، ويبلغ طول أطولها حوالي 20 مترًا ؛ الإناث أكبر بشكل عام من الذكور، فيما يبلغ حجمها من حيث الوزن ما بين 20 و 25 طنا. خطمهم مدبب، وزعانفهم الصدرية قصيرة. زعانفهم الظهرية على شكل منجل ويتراوح ارتفاعها من 25-61 سم.
وقالت مصادر محسوبة على مهني الصيد، أن من الناذر جدا مشاهدة حوت من هذا الشكل الغريب جانحا بالمنطقة، حيث أوضحت مصادر أخرى ان هذا النوع من الحوت هو يطلق عليه لدى عامية البحارة بالمنطقة “بوعين”حسب تعبيرهم.
وإستنفر الحادث عناصر من الدرك الملكي والسلطات المحلية، إلى جانب أطر تابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد. هؤلاء الذين هرعوا إلى مكان تواجد الحوت، بمعية باقي الجهات المختصة، لمعاينة الحيوان البحري النافق، ومحاولة الوقوف على أسباب نفوقه، حيث تم تدوين مجموعة من الملاحظات بخصوص الحادث، في تقارير حسب الإختصاص ، لتعميق الأبحاث بخصوص النازلة قبل الإنصراف إلى عملية الدفن بعيدا عن الشاطئ .
وغذت ظاهرة نفوق الحيوانات البحرية بالجنوب المغربي، لاسيما بالسواحل الممتدة بين طانطان والعيون، مصدر قلق للباحثين والمهتمين بالبيئة البحرية والتنوع البيولوجي البحري ،في ظل التزايد الذي تعرفه الظاهرة، حيث أصبح المشهد يتكرر بشكل مثير للإهتمام.