يعاني ميناء الصيد البحري بالجديدة من إشكالية الترمل التي تعيق حركية مراكب الصيد بالميناء، ما جعل عددا من المهنيين يشهرون تدمرهم الشديد من الإقصاء والتهميش الذي يطال ميناء المدينة، والذي كان له إنعكاس سلبي على مستوى الحركة الاقتصادية والتجارية التي تحدثها مراكب الصيد الساحلي بالمنطقة.
و حسب أحد المصادر المهنية لجريدة البحرنيوز، والذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن تدني الخدمات بميناء المدينة، يكبح جماح نشاط مراكب الصيد الساحلي عند الدخول و الخروج من وإلى الميناء. بسبب كثرة الترمل داخل الحوض المينائي وباب الميناء. بحيث تضطر المراكب الكبيرة التي تكون عادة عائدة من رحلاتها البحرية محملة بالأسماك، لانتظار عملية “أعمار” أو( المارية ) أي المد البحري لتلج الميناء وذلك لساعات طويلة. إضافة إلى أن توفر الأسماك في مصيدة الجديدة يجلب المراكب من الموانئ المجاورة، كآسفي والدار البيضاء والصويرة. وهو ما يساهم في الاكتظاظ نظرا لضيق مساحة الرسو.
و تابع المصدر المهني حديثه بالقول، أن جل المراكب تجد صعوبة في الدخول و الخروج من الميناء، رغم الطلبات المتواصلة، الداعية إلى لقيام بعمليات شفط الرمال draguage و devasage عند المدخل، و إزالة الأوحال من الحوض. و هذا ما يسبب من حين إلى أخر في حوادث جنوح، تضطر معها المراكب إلى إنتظار المد البحري لتعوم من جديد.
وأفادت المصادر أن بعض المجهزين يستعينون بالمد البحري لسحب مراكبهم، من أجل القيام بإصلاحات صغيرة ( كالدفة – الدمان )، أو تغيير( الكريبينات ) ، نتيجة عدم تمكن الوكالة الوطنية للموانئ من سحب المراكب، ذات الحمولة التي تتعدى 70 طنا. بل تقتصر على مراكب صغيرة لا تتجاوز حمولتها 40 طنا، والتي تتمكن من الوصول إلى (chariot ) ، فيما لا تستطيع المراكب الكبيرة من بلوغه، لعدم توفر العمق في قاع الحوض. و يضطر أصحابها التوجه بمراكبهم إلى موانئ مجاورة كأسفي و الدار البيضاء لإخضاعها إلى الإصلاحات .
و من أجل إجلاء اللبس حول الإشكالات التي تعرقل نشاط الصيد البحري بميناء الجديدة ، نقلنا تساؤلات المهنيين إلى الوكالة الوطنية للموانئ بالجديدة ، التي أكدت أن إشكالية الميناء تكمن في كونه يوجد وسط المدينة، و بمحاذاة القلعة البرتغالية كأثار يدخل ضمن التراث العالمي. وهو موقع حساس فرض إطلاق دراسة معمقة وشاملة لإعطاء تصور وفكرة عامة، عن نوعية الإصلاحات التي يمكن إدخالها على الورش الجاف لتحسين نشاطه، ورفع حيويته لإستيعاب أكبر عدد من المراكب، في أي وقت و ساعة دون انتظار المد أو الماريا . وذلك في أفق القيام بعملية إزالة الأوحال و الرمال للوصول إلى أقصى حد من العمق بالميناء.
وكشفت المصادر العليمة أن الوكالة أخذت بعين الاعتبار إشكال الترمل عند المدخل المرتبط بالحالة الجوية ، بحيث ستنطلق عمليات شفط الرمال عند المدخل حسب البرمجة، لضمان استمرار عمل سفينة شفط الرمال دون توقف. و من الممكن في الحالات القصوى استعجال عمليات شفط الرمال. كما أن بعض الأشغال تضيف المصادر العليمة، هي الآن في طور الإنجاز، من مثل تبليط الأرضية ، و إصلاح ونش الجر ( treuil )، و بعض أعمال الصيانة الدورية للمعدات و الأجهزة، لتكون صالحة للعمل. حيث الرهان يكمن في رفع مستوى نشاط ورش الإصلاح، في انتظار إتمام الدراسة التي ستظهر الخيارات و التصورات المستقبلية، حول ما يمكن بالفعل إنجازه في هدا الجانب، بتنسيق مع الإدارات و المؤسسات المتداخلة .
و سجل المصدر المهني أن هناك تصورات على المديين المتوسط و البعيد، لتحويل ميناء الصيد بالجرف و الجديدة إلى ميناء واحد ، لأن تواجد الميناء وسط المدينة له إكراهات مختلفة، تنضاف إلى التموقع أمام القلعة البرتغالية، و التي من المرجح جدا التأثير عليها في حالة كانت عمليات الحفر الكبيرة، إن على مستوى الحوض لتوفير العمق ، أو الحائط المحاذي للمدينة الأثرية .
و تنكب مصالح الوكالة الوطنية للموانئ بالجديدة على مجموعة من الأشغال و الدراسات المختلفة، في أفق الرقي بالخدمات المقدمة للمهنيين . كما أنها و في إطار تدبيرها لسير ميناء المدينة بدأت في تفعيل الترخيص الخاص بولوج السيارات و الشاحنات إلى ميناء المدينة. و في نفس السياق تنسق مع اللجنة الأمنية المكونة من مختلف السلطات المينائية و عمالة المدينة، لتقنين الدخول إلى الميناء. و حصر منطقة الصيد على المهنيين فقط . إلى جانب مجموعة من الإجراءات التي سيتم تنزيلها بشكل تشاركي مع التمثيليات الإدارية والمهنية بميناء الجديدة .