يعتبر قطاع الصيد البحري بالحسيمة العمود الفقري الذي يضمن العيش لساكنة كبيرة، من أكثر القطاعات التي كانت تنتظر أن يكون للحراك أثر عليها، خاصة وأنه القطاع الذي منح محسن فكري.
“كنا نتمنى أن يكون حادث مقتل الشهيد الذي قدم روحه للإقليم وللوطن سببا لتغيير وضعية البحارة، غير أن وضعية الانتظار لا زالت قائمة”، هكذا وصف “بنزيان محمد”، رئيس جمعية البحارة الصيادين بميناء الحسيمة، الوضعية بعد مقتل بائع السمك محسن فكري، فالقطاع الذي يشغل حوالي 2600 إلى 3000 مواطن بالمنطقة موزعة بين الصيد الساحلي والصيد التقليدي، كان يأمل في أن تشكل الفاجعة دافعا لإخراج مدونة للصيد البحري إلى حيز الوجود، فالقطاع الذي يعيل حوالي 30000 ألف فرد من أسر البحارة وعوائلهم، لا يزال يتم تسييره بالأعراف حسب كل ميناء.
وأكد محمد بنزيان أن غياب قانون مؤطر لهاته الفئة يجعلها تعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية، سواء على مستوى التقاعد أو التغطية الصحية أو التأمين على الحياة، كما أشار إلى أن ملفات الـتأمين تنتهي في دواليب المحاكم والمساطر الطويلة، وأن بعض حالات أرامل البحارة والصيادين لا يترك لهن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سوى مبلغ عشرة دراهم لليوم، أي ما معدله 300 درهم شهريا، وفي ظل هذا الحراك وما يتوافد على الحسيمة من إعلاميين أجانب ومنظمات دولية، سجل المصدر “أننا كبحارة نخجل أن نصرح بذلك كي لا نكون سخرية للعالم، وأننا نخفي الكثير من المعاناة كي لا نوسخ وجه وطننا رغم أننا نريد أن نقول الحقيقة”.
وضعية البحارة والصيادين بميناء الحسيمة لم تعرف أي تغيير، وذلك رغم الزيارة التي قام بها ممثلون عن وزارة الصيد البحري لمهنيي الصيد التقليدي بعد وفاة محسن فكري، ونتيجة لذلك، يقول بنزيان “إننا كأرباب مراكب وجمعيات البحارة ومهنيين وممثلين للبحارة، فقدنا الثقة في جميع السلطات، ونحن نناقش الانخراط في الحراك من أجل إنقاذ القطاع من الإفلاس ومن أجل إنقاذ أسرنا من التشرد”.
وضعية الجمود التي يعرفها ميناء الحسيمة جعلت العديد من المراكب تغادر نحو ميناء القنيطرة، ومن المنتظر أن تغادر ميناء الحسيمة مراكب أخرى، وهو أمر ناتج، يضيف ، رئيس جمعية البحارة الصيادين بميناء الحسيمة ، عن الوضعية الكارثية ووضعية الهشاشة التي يعانيها المشتغلون بالقطاع، ففي الصيد الساحلي كما هو شأن الصيد التقليدي، يؤكد بنزيان على أن كل ما حققه الحراك هو تسييد حالة من التسيب في الميناء، حيث أصبحت السلطات المعنية تغض الطرف عن مجموعة من الاختلالات، خاصة وأنه بعد اعتقال مندوب الصيد البحري السابق وتعيين آخر مؤقتا لتسيير القطاع، يتم تبرير الوضع بأنه ليس سوى مجرد مندوب مؤقت.
“علي شفيع”، الفاعل النقابي بالاتحاد المغربي للشغل، يؤكد على أنه بعد إعتقال المندوب أصبح البحارة يشتغلون بنوع من الأريحية بعد فاجعة محسن فكري، إلا أن التغيير الذي كان من المنتظر أن تشهده وضعية البحارة بعد الحراك لم يحدث بعد، لأن ملف البحارة، يضيف الناشط النقابي، هو “ملف معقد ومرتبط بسيادة لوبي متواطئ مع الفساد السائد بقطاع الصيد البحري”.
البحرنيوز : مقتطف من تحقيق – “محسن فكري يعري وجه الحسيمة” المنشور باليوم24