يواصل ميناء سيدي إفني توهّجه بالمصيدة الأطلسية الوسطى مند إستئناف الصيد برسم الموسم الجديد، مقدما مؤشرات رقمية مهمة، تؤكد بالملموس الدور الكبير الذي أصبح يلعبه هذا الميناء، في تموين الأسواق المحلية والوطنية بالأسماك السطحية الصغيرة المختلفة، كما يؤمن جاجة النسيج الصناعي للمادة الأولية.
وشكل هذا الميناء أحد أرقام السر في تموين الأسواق الوطنية خلال رمضان الأبرك المنصرم، حيث تعبأ مختلف الفاعلين من مكونات مهنية وتجار السمك وإدارة وسلطات كخلية نحل، لجعل الميناء مزودا أساسيا للأسواق الوطنية، حتى وإن كانت السواحل المحلية قد واجهت في ذات الفترة ظروفا مناخية صعبة للغاية. حيث أصبح الميناء يتسم بالكثير من الجادبية التي تحفّز مجهزي الصيد، وهو المعطى الذي يؤكده إرتفاع عدد المراكب التي تستهدف الأسماك السطحية الصغيرة بالميناء.
وبالعودة إلى المؤشرات الرقمية الرسمية التي حصلت عليها جريدة البحرنيوز، فإن الميناء إستقبل مند إنطلاق الصيد برسم السنة الجارية إلى حدود 20 أبريل المنصرم، وهي الفترة المتسمة بتزايد الطلب، لاسيما في شهر رمضان الأبرك ، ما يفوق 15706 طن من الأسماك السطحية الصغيرة، بقيمة فاقت 49,95 مليون درهم. كان فيها نصيب الأسد لأسماك السردين ، التي بلغت مفرغاتها 40489 طن بقيمة ناهزت 13,89 مليون درهم، فيما إستقبل الميناء في ذات الفترة أزيد من 1665 طن من الأنشوبا(9,18 مليون درهم) والإسقمري بأزيد من 150 طن.
وبعد إستئناف رحلات الصيد في أعقاب الراحة التي رافقت عطلة عيد الفطر المبارك، واصل الميناء حركيته على مستوى المفرغات، بأرقام مهمة بلغت في الفترة الممتدة بين 27 أبريل و 6 يونيو من هذه السنة 15706 طن بقيمة بلغت 49,95 مليون درهم ، تسيدتها الأنشوبا التي حفّزت النشاط الملاحي المرتبط بالصيد على مستوى الميناء ، حيث جادت سواحل أيت باعمران على مهنيي الصيد الساحلي بأزيد من 4201 طن من الأنشوبا بقيمة مالية فاقت 25,28 مليون درهم، إلى جانب 3965 طن من السردين بقيمة بلغت في عمومها 13,54 مليون درهم. فيما إقتربت مفرغات الإسقمري من 1300 طن بقيمة توقف عدادها عند 32,14 مليون درهم.
وتؤكد هذه الأرقام قيمة العمل المبدول على مستوى هذا الميناء، وفق تصريحات متطابقة لفاعلين محلين ، هؤلاء الذين أكدو للبحرنيوز ، أن بياخي عيد الأضحى مرجح لأن يكون إستثنائيا لدى المراكب المشتغلة بالميناء، حيث شكلت السواحل المحلية نقطة ضوء على مستوى المصيدة الوسطى “أ”، بالنظر للتحديات الكبيرة التي واجهت كل من ميناء طانطان وميناء أكادير في الفترة الماضية، حيث يعرف كلا الميناءين نوعا من عدم الإستقرار على مستوى النشاط المهني. بل أكثر من ذلك فمجموعة من المراكب المسجلة بالميناءين المذكورين، إختارت التوجه نحو سواحل أيت باعمران .
وأفادت ذات المصادر المهنية أن ميناء سيدي إفني يجني اليوم ثمار السياسة التدبيرية، خصوصا وأن المنطقة تتوفر على واحدة من أهم المحميات على المستوى الوطني ، ناهيك عن أهمية الإصلاحات الكبرى التي تم تفعيلها على مستوى مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، خصوصا التنطيق او الزونيك، ما جعل المهنيين يدبّرون نشاطهم بكثير من الحنكة والرزانة ، على مستوى مجهود الصيد، وذلك بتوجيهات من مندوبية الصيد البحري ، في سياق الحرص على حماية الأثمنة من جهة ، وكذا مواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالأنواع ، على مستوى الأحجام التجارية.
وبفعل السياسة المعتمدة على مستوى الميناء والتشاور الذي يطبع النقاش العمومي المهني بالمنطقة ، إلى جانب التنسيق الكبير بين مختلف السلطات والإدارات المتدخلة ، تشير ذات المصادر في تصريحاتها المتطابقة للبحرنيوز، ها هو الميناء يجني ثمار نحاحاته ، بل أصبحت أسماك سيدي إفني تنافس اليوم موانئ تقليدية على مستوى الوسط والشمال ، في تموين أسواق الإستهلاك الإسترتيجية بالأسماك السطحية الصغيرة، لاسيما منها السردين والأنشوبا . بل أكثر من ذلك فأسماك الأنشوبا المفرغة بالميناء، أصبحت توجّه للوحدات الصناعية بمدن الشمال، خصوصا العرائش وطنجة، وهو مكسب يؤكد حجم العمل المبدول من طرف الأطقم البحرية والمجهزين وتجار السمك، في توفير الجودة اللازمة التي يتطلبها التصنيع.
ويتوفر ميناء سيدي إفني على رصيفين الأول بطول 200 متر وعمق حوالي 5 أمتار والثاني بنفس الطول وبعمق 4 أمتار. كما يتوفر على مسطحات 35 هكتار منها 18 هكتارا مهيأة، إضافة الى حوض مائي بمساحة 17 هكتار ومنشآت الحماية بطول 2340 متر . فيما انطلق العمل بهذا الميناء سنة 1989، وهو يخضع منذ ذلك الحين لأشغال متعددة ومنتظمة، شملت على وجه الخصوص الحماية من زحف الرمال، وتأمين الملاحة في قناة الولوج، وتأهيل البنيات التحتية وتقوية منشآت الحماية.