لم تثني الظروف الصعبة التي تواجه مصيدة السردين كعادتها في الأشهر الأولى من كل موسم، مهني هذا النوع من الصيد بسيدي إفني في التسلح بالتفاؤل ، وسبر أغوار المياه من أجل ضمان تزويد سلسلة التوريد ، حيث الرهان على تحقيق حاجة المستهلك المغربي من هذه المادة الحيوية.
ويسطع نجم ميناء سيدي إفني كعادته دائما، ليقدم نفسه كصمام الأمان، في سياق تزويد السوق بالأسماك، لما يعرفه هذا الميناء من نشاط واعد، من شأنه خلق التوازن المطلوب، بعد أن عادت العشرات من المراكب صباح اليوم محملة بكميات قدرتها المصادر في أزيد من 600 طن. وهي الأطنان التي ستجد طريقها جميعها لسوق الإستهلاك ، لاسيما في هذه الظرفية المتسمة بالشك وعدم اليقين، تزامنا مع الأجواء الصعبة، والتحديات التي تواجه مصايد السردين . وهو ما من شأنه خلق نوع من التوازن في أسواق الإستهلاك، سواء على مستوى العرض أو على مستوى الأثمنة .
وبدا الرصيفان المخصصان لتفريغ مراكب الصيد الساحلي ، في حركية ذؤوبة ومهمة ، ترجمتها المراكب وكذا الشاحنات التي إمتلأت عن آخرها بالأسماك ، في حركية غابت على موانئ مجاورة، حيث يعول الفاعلون على هذا الرشم الذي وصفه البعض ببركات شهر رمضان، في أن يكون قاطرة للأيام القادمة للقطع مع حلة الشح والعسر، التي طبعت الفترات الماضية بالمصيدة الوسطى. حيث تسربت رياح التفاؤل في إستعادة المصايد لنشاطها بالشكل المطلوب ، حتى يبقى السردين وفيا لسابق عهده، بتسيده المشهد الإستهلاكي للمنتوجات البحرية، على مستوى طاولة الإفطار الرمضانية.
ومن شان تدفق هذه المفرغات ومواصلتها ، أن تعيد التوازن للأثمنة خصوصا وأن بعض الأصداء أفادت أن أثمنة السردين تجاوزت 25 درهما عند البيع بالتقسيط في بعض المدن بما فيها مدن مينائية ، وهي وضعية إعتنبرها البعض عادية بالنظر لواقع المصايد المطبوعة بالتقلبات الجوية وعدم الإستقرار، حيث كان هناك شح كبير في المفرغات قبل بداية الشهر الفضيل، حتى ان هناك بعض الموانئ بيع فيها صندوق السردين بأزيد من 300 درهم للصندوق ، وهو ما يعادل نحو 15 درهما للكيلوغرام فوق الرصيف ، فيما يعول الفاعلون على توهج المصايد الوسطى والجنوبية ، من أجل ضخ الأطنان من المفرغات بالسوق، خصوصا و أن هذه الموانئ، تعتمد أثمنة مرجعية عند البيع الأول تفوق بقليل 3 دراهم للكيلوغرام ، وهو المعطى الذي من شأنه، إعادة الإعتبار للأسواق ، وضمان تنافسية الأثمنة بشكل يخدم خصوصيات الظرفية ، ومعها القدرة الشرائية للأسر التي تراهن على اسماك السردين كمكون اساسي لمائدة الإفطار .