يواصل ميناء طنجة المتوسط تسلق الدرجات نحو الريادة في التصنيفات العالمية زاحفا نحو مقدمة موانئ العالم، حيث زكى البنك الدولي في تقرير له، تقدم الميناء ليحتل المركز الثالث عالميًا في تصنيف مؤشر الأداء العالمي للموانئ لعام 2024.
وشمل التقييم أكثر من 400 ميناء حول العالم، سلط الضوء على التغيرات العميقة التي تعرفها أنماط الشحن الدولية، حيث برزت موانئ آسيوية وإفريقية على رأس التصنيف، مدعومة برؤى استراتيجية واستثمارات ضخمة في التحديث والرقمنة. فيما حصل ميناء طنجة المتوسط على 159.6 نقطة، متفوقًا بفارق كبير على عدد من الموانئ العالمية.من قبيل ميناء الخزيرات الإسباني الذي حل في المركز الـ12 برصيد 142.3 نقطة، بينما احتل ميناء بورسعيد في مصر المركز الـ16 برصيد 131.2 نقطة.
ويرى متتبعون أن إحتلال الميناء المغربي لهذه المرتبة الهامة خلف كل من ميناء “يانغشان” الصيني المتصدر، وميناء صلالة بسلطنة عمان، ليس وليد الصدفة، وإنما يبرز هذا التصنيف العالي التزام المغرب المستمر بتحسين البنية التحتية للموانئ وتعزيز الأداء اللوجستي، مما يسهم في جذب الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري. لا سيما وأن الجهود متواصلة في إطار استراتيجية للتحديث، حيث تشتغل سلطة ميناء طنجة المتوسط على إعتماد منصة الختم الإلكتروني الرقمي. وهي المبادرة التي تهدف إلى تحسين أمن وكفاءة تدفقات البضائع من خلال الأختام الإلكترونية، التي تتيح تتبع البضائع وتأمينها في الوقت الفعلي. وهذا الحل سيساهم في تقليل مخاطر الاحتيال ويسرع من الإجراءات الجمركية، مما يعزز من كفاءة الميناء.
ويسهم اعتماد هذه التكنولوجيا في تعزيز الشفافية وبناء الثقة بين مختلف الأطراف في سلسلة التوريد، مما يوفر بيئة مواتية لتطوير الأعمال التجارية. يشمل المشروع عدة مراحل أساسية، بدءًا من تصميم المنصة وصولًا إلى الصيانة الدورية لمدة ثلاث سنوات. كما يشمل المشروع أيضًا إنشاء مركز تكتيكي للإشراف على التدفقات اللوجستية، مما يزيد من قدرة الميناء على إدارة عملياتها بكفاءة عالية. و يضم المركز محطات عمل وشاشات عرض وغرفة مخصصة لإدارة الأزمات، وهو ما يعزز إدارة الحوادث بشكل أسرع ويعزز مكانة ميناء طنجة المتوسط كمركز لوجستي عالمي رائد.