يعد المركب المينائي طنجة المتوسط، الذي قام جلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند، بزيارته، أمس الأحد، مركبا استراتيجيا ضخما وأرضية مينائية مندمجة ذات أهداف متعددة. ويطمح هذا المركب، الذي تطلب استثمارا إجماليا بقيمة 70 مليار درهم، إلى إبراز المغرب كفاعل هام على صعيد التجارة العالمية.
كما يهدف الميناء إلى تعزيز موقع المغرب كمركز متوسطي? وعلى مفترق طرق الشحن الرئيسية، وأن يجعل من مضيق جبل طارق نقطة لا محيد عنها للتدفقات اللوجستيكية العالمية على مستوى الخط الرئيسي شرق – غرب، وكنقطة لعبور 20 بالمائة من التجارة العالمية. ويتوفر المركب المينائي طنجة – المتوسط، الذي يصنف في المرتبة ال46 على المستوى العالمي ورابع ميناء بالحوض المتوسطي، على أول أرضية معدة لمعالجة الحاويات بالحوض المتوسطي، وذلك بطاقة إجمالية تقدر ب2.8 مليون حاوية.
برنامج مندمج حقيقي
ويمكن هذا المركب المينائي المغرب، إلى جانب ذلك، من التموقع ضمن لائحة العشرين الأوائل عالميا في مجال الربط اللوجستيكي (المرتبة 16 حسب ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية لسنة 2015)، من استقبال أزيد من 100 ألف باخرة وخمسة ملايين مسافرا سنويا (سبعة ملايين مسافرا مستقبلا).
ويتعلق الأمر ببرنامج مندمج حقيقي، أنجز في إطار شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، والتي تتمحور حول المركب المينائي طنجة – المتوسط (1000 هكتار) ومنطقة صناعية مساحتها 5000 هكتار، منها 1200 تم إنجازها.
وقد مكن تطوير المركب المينائي، المرتبط بنحو 160 ميناء يتواجد ب 60 بلدا، من تحفيز بروز مناطق للأنشطة الصناعية واللوجستيكية والثلاثية الموجهة للأسواق العالمية، وتمركز شركات ذات صيت عالمي في المنطقة الداخلية، والتي تنشط في قطاعات السيارات والنسيج والصناعات شبه الطبية والصناعات الغذائية والإلكترونيك وصناعات الطيران.
عبور نحو ثلاث ملايين حاوية
وقد سجل الميناء في سنة 2014، عبور نحو ثلاث ملايين حاوية و250 ألف عربة و3.8 مليون طن من المحروقات، علاوة عن مليوني مسافر وعبور 220 ألف شاحنة.
وبخصوص الأنشطة الاقتصادية الرئيسية بالميناء، فهي تهم السيارات (مقاعد، أسلاك كهربائية، ونظام تكييف الهواء)، صناعة الطيران والالكترونيات، علاوة على النسيج والصناعات الغذائية.
علاوة على ذلك، تنشط شركات عالمية رائدة في عدة قطاعات اقتصادية رئيسية في منطقة طنجة الحرة التي تحتل الرتبة الأولى في مجال صناعة السيارات في إفريقيا، بواقع 400 ألف عربة تصدر إلى أكثر من 63 وجهة.
خدمات صناعية ولوجستيكية ومينائية بمضيق جبل طارق
ويشكل ميناء طنجة المتوسطي بنية مينائية إقليمية للتنافسية الصناعية، تتوفر على خدمات صناعية ولوجستيكية ومينائية بمضيق جبل طارق، ما يمكنها من التوفر على بنيات متطورة واحتياط عقاري هام وعلى نسيج صناعي متين وتموقع إقليمي قوي.
كما أن نحو 650 مقاولة تنشط في هذا المركب المينائي، الذي يخصص نحو 40 مليار درهم من رقم معاملاته للتصدير و22 مليار درهم للاستثمارات الخاصة، علاوة على توفره على أزيد من 1200 هكتار من المناطق وعلى احتياط عقاري تقدر مساحته ب3800 هكتار.
البحرنيوز: وكالات