أجمع عدد من المتدخلين المهتمين بالشأن المينائي والملاحة والتجارية والنقل والتصدير أمس الجمعة بأكادير على أهمية الدور الذي يلعبه ميناء طنجة المتوسط، كأحد أكبر وأهم الموانئ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، وأحد أضخم مشاريع البنية التحتية بالبلاد، وإمتداداته في خدمة الإقتصاد الوطني وضمان سلاسة المعامل التجارية المرتبطة بالنقل البحري للعملاء والمصدرين.
ونظم ميناء طنجة المتوسط أمس بأكادير لقاء تواصليا مع المصدرين من منطقة سوس ماسة ، من أجل الترويج لخدمات الميناء ، وتعزيز الشراكة مع مختلف الشركاء (مصدرون، ملاك سفن ، نقالون ، ووكلاء الشحن ..). حيث أكد حسن عبقري المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، أن هذا اللقاء يعد مناسبة سانحة لتقديم المستجدات وتحيين معارف المصدرين ومستعملي الميناء ، بخصوص خدمات الميناء المتوسطي، الذي يعرف الكثير من المستجدات وكذا الخوض في الإنشغالات المهنية المرتبطة بهذا المعلمة افسترتيجية بالمملكة .
وأكد حسن عبقري في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن جهة سوس ماسة تعد أول منطقة مصدرة للحوامض والخضروات بنسبة تناهز 85 في المائة على الصعيد الوطني، مما يجعل من هذه المنطقة من أهم الجهات المصدرة للفواكه والخضروات عبر ميناء طنجة المتوسط، الذي يتموقع كنقطة عبور لـ 20 في المائة من التجارة العالمية ومنصة تصدير مجهزة بوحدات مبردة خاصة بالعمليات اللوجستية، ووسائط أخرى متعددة، كما يتوفر على ربط بحري مع أكثر من 180 ميناء و 70 دولة.
من جانبه أكد عامر زغينو رئيس الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات في تصريح للبحرنيوز، أن هذا اللقاء السنوي، الذي تحوّل لعادة محمودة ، بالنظر لقيمة الحضور والمشاركين من متدخلين في عمليات التصدير ونقالة وسلطات مينائية ، حيث يشكل لقاء أكادير بمثابة “مرحبا” للمصدرين والصادرات على مستوى الجهة، على إعتبار أن هذه الفترة تعرف إنطلاق تصدير البواكر والحوامض التي تنظلق من المنطقة في إتجاه العالم عبر بوابة طنجة المتوسط التي سهلت عملية التصدير .
ونحن على علم بالتطورات يقول زغينو في تصريح للبحرنيوز بالتطورات التي يعرفها الميناء ، بالنظر للتواصل المستمر مع إدارته ، لكن الإجتماع له قيمة خاصة بالنظر لحضور المصدرين وباقي المتدخلين ، للوقوف على مطالبهم وإنشغالاتهم ، وتقديم رؤيتنا للأمور لتقديم قيمة إضافية لليوم الدراسي. والجميل يشير رئيس الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات، هو ما نلمسه من إرادة قوية لدى إدارة طنجة المتوسط ، في تقديم الأفضل وتعزيز دينامية الميناء، والعمل على مواجهة التحديات بسلاسة وساسية تشاركية .
إلى ذلك عرف اللقاء فتح باب النقاش والإنصات لتطلعات المصدرين ومهنيي النقل وإنشغالاتهم، التي تمت صياغتها في مجموعة من التساؤلات التي تستفسر عن بعض التحديات، التي لازالت تعترض عمليات التصدير، والتي تم التفاعل مع مجملها من خلال تقديم توضيحات آنية ، وكذا تسليط الضوء على مجموعة من المشاريع المستقبلية للمركب المينائي لمعالجة بعض النقائص ، فيما تم التأكيد خلال اللقاء على أن تسريع الخدمات وتقوية البنيات اللوجستية للتجاوب مع أدق التفاصيل المطلوبة والتركيز على الحيز الزمني للعبور كلها معطيات هي اليوم في صميم الأولويات لدى مختلف المتدخلين في العرض المينائي وعمليات العبور .
وأكدت مختلف المداخلات على التطور المتزايد الذي يعرفه الميناء والذي بوأه صدارة الموانئ الإفريقية منذ 5 سنوات وصدارة الموانئ المتوسطية منذ سنتين، بالنظر للدور الكبير الذي تلعبه هذه البنية التحتية المينائية كمركز لإعادة الشحن ومناولة الحاويات، بالنظر للموقع الاستراتيجي للميناء على مضيق جبل طارق عند مفترق الطرق البحرية الرئيسية الشرقية الغربية والشمالية الجنوبية ، بالإضافة إلى التزام طنجة المتوسط بعملية الرقمنة المستمرة لتحسين كفاءة وإدارة أنشطتها ، وكذلك من أجل التجويد المستمر للخدمات المقدمة للعملاء.
يذكر أن إدارة ميناء طنجة المتوسط، دأبت كل سنة على تنظيم مثل هده اللقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين و الشركاء و الزبناء والمصدرين، في أفق طرح تصورات مستقبلية للمعلمة الاقتصادية للمملكة، و التواصل عن قرب لتوضيح الاستغلال الأمثل للأداة المينائية، عبر تحسين تنافسيتها، وتبسيط المساطر وطرق التنظيم والعمل، واحترام قواعد المنافسة الحرة و التدبير المينائي.