يواصل ميناء طنجة المتوسط لفت الإنتباه على المستوى الدولي ، ومعه نيل ثقة ممولين كبار ، حيث أعلنت كل من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) ووكالة ضمان الاستثمار متعددة الأطراف (MIGA)، وهما من أعضاء مجموعة البنك الدولي، عن توقيع شراكة جديدة مع مجمع ميناء طنجة المتوسطي بهدف توسعة محطة الشاحنات والركاب، وتعزيز موقع المغرب كمركز استراتيجي للتجارة الإقليمية والعالمية. مع تحقيق التنوع بين الجنسين واستخدام الطاقة المتجددة.
ويشمل التمويل المقدم من مؤسسة التمويل الدولية قرضًا بقيمة 197 مليون يورو، منها 47 مليون يورو ضمن برنامج الإقراض المشترك الذي تديره المؤسسة، ويعتبر أول تمويل مرتبط بمؤشرات الاستدامة في المغرب وأحد أوائل التمويلات المخصصة للقطاع المينائي في الأسواق الناشئة. حيث يهدف المشروع إلى زيادة قدرة ميناء طنجة المتوسطي على استيعاب الشاحنات إلى أكثر من مليون وحدة سنويًا، مقارنةً بـ477 ألف شاحنة عولجت في عام 2023.
كما يتطلع المشروع لخلق فرص عمل مباشرة وتعزيز النمو الاقتصادي، مع تعزيز ثقة المستثمرين في قطاع البنية التحتية في المغرب. لاسيما وأن المشروع يشمل إجراءات لمكافحة المخاطر المناخية، مثل رفع مستوى الحواجز والأرصفة لمواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر، وتوسيع الأرصفة لاستيعاب السفن ذات الانبعاثات المنخفضة، ما يسهم في تقليل التأثير البيئي للميناء ويعزز استدامته.
و يقدم ميناء طنجة المتوسط خدمات منتظمة إلى أكثر من 180 ميناء و70 دولة في 5 قارات. حيث يبعد الميناء ب 3 أيام عن شمال أوروبا و ب 10 أيام عن أمريكا و ب20 يوماً عن الصين. فيما يُعدّ ميناء طنجة المتوسط مركزاً محورياً لأفريقيا، حيث يخدم ما يقرب من 40 ميناء و22 دولة في أفريقيا برحلات أسبوعية.
ويعد ميناء المسافرين والشاحنات، بقدرته الكبيرة على المعالجة، جسرًا بحريًا حقيقيًا بين أوروبا وأفريقيا، إذ يسمح بعبور مضيق جبل طارق بالعبارة في أقل من 45 دقيقة. كما أنه وباعتباره أكثر من مجرد ميناء ، فإن المركب الميناءي طنجة المتوسط هو منصة لوجستية وصناعية متكاملة، متصلة بشبكة نقل متعددة الوسائط (خطوط السكك الحديدية والطريق السريع) لنقل البضائع والأشخاص إلى جميع المناطق الاقتصادية بالمملكة.