ساءل عبد الحق أمغار عضو الفريق الاشتراكي “المعارضة الاتحادية” وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول تدابير حماية مراكب الصيد من سمك النيكرو، منتقدا في ذات السياق عدم إلتزام الوزارة الوصية بالاتفاقية السابقة القاضية بتجهيز مراكب الصيد بشباك داعمة، وإصرارها على دعم جزئي للمهنيين للتزود بهذه الشباك .
وأوضح أمغارفي سؤال كتابي موجهه إلى الوزير محمد الصديقي،أن مهنيي الصيد البحري بإقليم الحسيمة لازالوا يعانون من تبعات افتراسات الدلفين قاروري الأنف “الدلفين الأسود النيكرو” لأنواع من الأسماك بما فيها كميات كبيرة من سمك السردين، مما ينعكس سلبا على حجم المحاصيل وتأثير ذلك على الأوضاع المادية والاجتماعية للصيادين.
إلى ذلك ضمن رصد مشروع قانون المالية برسم السنة المالية الجديدة دعما لإقتناء الشباك الدائرية المقاومة ضد هجمات الدلفين الكبير لفائدة ارباب السفن الناشطة بالساحل المتوسطي، حيث تم إقرار 20 مليون درهم موزعة مناصفة على جهة طنجة تطوان الحسيمة وجهة الشرق كإعتمادات للأداء برسم سنة 2024 من أصل 40 مليون درهم ككلفة إجمالية.
ويؤكد المعهد المعهد الوطني للبحث في الصيد، أن الحل الوحيد حاليا للحد من تحديات هجمات النيكرو، هو الشباك السينية، تماشيا مع نتائج الدراسة التي قام بها المعهد بمعية الشركة الفرنسية الرائـدة عالميـــا والمتخصصة في شباك الصيد. فيما تقترح الوزارة الوصية تعميم هذا النوع من الشباك بالمنطقة كحل ستساهم في تنزيله، عبر المساهمة في عملية التمويل لدعم اقتناء هذه الشباك بنسبة مؤوية معينة تقترب من النصفة الكلفة من مجموع ثمنها الإجمالي. فيما يبقى على الفاعلين المهنيين البحث عن مصادر تمويل أخرى لتغطية تكلفة الشباك، وهو ما يرفضه المهنيون المحليون. هؤلاء الذي يؤكدون على ضرورة إنخراط الوزارة بشكل كامل في عملية التمويل ، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يعرفها قطاع الصيد بالمنطقة .
ويرى مهنيو الصيد الساحلي بالواجهة المتوسطية، في إستمرار هذا الإشكال المرتبط بالهجمات تهديدا حقيقيا لمستقبل القطاع بالمنطقة ، في ظل التحديات الحالية المرتبطة بإرتفاع تكاليف رحلات الصيد لمستويات قياسية. وهو ما سيضطر معه المهنيون للتوقف نهائيا عن العمل، بل أن بعضهم هاجر الموانئ بحثا عن موانئ آمنه، فيما يحاول الباقي بيع المراكب، في ظل الحالة المزرية التي يعاني منها الوسط المهني المحلي اقتصاديا واجتماعيا.
ويسجل عدد من مهنيي السردين بالمنطقة المتوسطية، أن هجمات أسماك النيكرو تزداد ضراوة. بل إن هذا النوع من الأسماك يتميز بكثير من الذكاء حسب تعبيرهم ، ويتطور في تعاطيه مع معدات الصيد بالمصايد المحلية ويلحق خسائر كبيرة بشباك الصيد التقليدية،قد تكبدهم خسائر تصل إلى مليون سنتيم في الرحلة الواحدة. وهو ما يهدد في العمق إقتصاد الأسماك السطحية الصغيرة ، التي تلعب دورا كبيرا في استقرار وتطور الاقتصاد الاجتماعي بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. بإعتبار صيد الأسماك يؤمن فرصا للعمل لعدد هام من البحارة بشكل مباشر. إلى جانب الألاف من الوظائف غير المباشرة .