أطلق أطفال من أبناء البحارة نداء بريئا من نقطة الصيد الدويرة بشتوكة أيت باها ، يمكن ان تصبح “هاشتاك” على الوسائط الإجتماعية، بعد ان تم تداول فيديو لأحد المرشدين البحريين وهو يردد رفقة أطفال، عبارة على درجة عالية من الحساسية “أبي البحار نحن في إنتظارك ما تنساش السوفتاجة” .
وكان المرشد مبدعا في إختيار هذه الطريقة، من أجل تمرير رسائل الحملة التحسيسية، التي تتواصل بمختلف موانئ ونقط الصيد بالمملكة، بعد أن كانت قد أطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قطاع الصيد ، من أجل تعزيز شروط السلامة، وتعميم ثقافة البقاء على الحياة ،من خلال الإستعانة بمختلف الأدوارات على رأسها سترة النجاة، التي تجنب البحارة الضياع والفقدان بالسواحل البحرية، عند ممارستهم لأنشطة الصيد بإعتباره موردا للرزق وتأمينا لإكسير الحياة .
وردد الأطفال مرارا وتكرارا العبارة المذكورة التي تؤكد على اهمية سترة النجاة، وهي العبارة التي تختزل إنتظار العودة، والهاجس والخوف من المصير المجهول، خصوصا في ظل إستهتار كثيرين من البحارة بسترة النجاة ، وكأنهم يتناسون أن وراءهم أسر وأطفال وامهات وأباء ، يعيشون على أعصابهم مع كل حادث بحري ، ينتظرون عودة فلدة الكبد والمعيل والزوج والأب ، إلى دفئ البيت ، فهو السند فكيف سيكون الغياب ؟
هو نداء بريء بألف رسالة، وقد يكون مجرد لازمة وجد فيها الأطفال نوعا من التسلية عند ترديدها أضحك الحاضرين. لكنه في الحقيقة نداء يختزل الهدف الكبير للحملة التحسيسية، أن ينطلق البحار إلى المصايد سالما ، ويعود إلى الديار غانما ، في قمة السعادة والنشاط . لكن هذا يبقى مقرونا بإرتداء “السوفتاجة” أولا، تم الإنتباه للقارب أو المركب ، ومدى أحقيته بالإبحار ثانيا. ناهيك عن عدم الإقتراب من المناطق التي عادة ما تكون مسرحا للحوادث، ثم التفاعل الجدي والصارم مع النشرات الإنذارية التي تمنع الإبحار .
فالتهور قد لا تنفع معه المناورة ببحر تتلاطم امواجه يمينا ويسارا، وتتحرك ثياراته فيصبح القارب لعبة في يد الرياح وتحيطه “الخرفان” . فكفى من المغامرة وعدم الإكتراث بدعوات الجهات المختصة، لأن روح البحار ليست ملكه لوحده، وإنما تهم أسرة تضم زوجة محبة وأبناء يتطلعون لغذ مشرق في دفئ الأسرة، وأم لا تكل ولا تمل من الدعاء بعودة فلدة كبدها، وأب يريد أن يرى فيك أيها البحار الإبن الأفضل. وجار إستأنس بحضورك فأصبحت جزءا من يومياته، وصديقا ثم مجتمعا غدا اليوم قبل أي وقت مضي ، يقدر الصعوبة التي تواجه رجال البحر في مهنة تحبس الأنقاس .
فأنصت أيها البحار لنداء هؤلاء الأطفال فسلامتك تهمنا جميعا: