الحسيمة: خالد الزينوني
أوصى المشاركون في ندوة علمية نظمت بعد زوال يوم أمس بالحسيمة، في موضوع ” الإجهاد المائي بين المقاربة العلمية والإعلامية “، بأهمية توسيع استخدام مياه البحر، والذي سيمكن من جني فوائد عديدة، مثل تحلية المياه للاستخدام في الزراعة أو الشرب، وذلك باعتماد الطاقة الشمسية والريحية الأقل تكلفة أو الطاقة الحرارية.
كما سيمكن من استعمالها كذلك في الصناعات مثل الصناعات الكيميائية والتعدين، وأوصى المشاركون باتخاذ خطوات للحفاظ على توازن البيئة وعلى نوعية المياه البحرية، موضحين أن استعمال محطات تحلية مياه البحر بشكل بيئي يتطلب اعتبار العوامل البيئية في عملية التحلية، مثل استخدام تقنيات متطورة للحفاظ على التوازن البيئي وتقليل التأثيرات السلبية على الحياة البحرية، بما في ذلك تخزين الملح والتخلص من المياه الملحة بطرق صديقة للبيئة وتحفيز الاستدامة في استخدام الموارد المائية.
كما يشار إلى أن مدينة الحسيمة تتوفر على محطة لتحلية مياه البحر، وهي المحطة التي تغطي في الوقت الحالي أزيد من 35 بالمائة من حاجيات الإقليم من هذه المادة الحيوية، كما يعول على هذه المحطة مستقبلا بعد توسيعها لمواجهة الجفاف الذي خفض حقينة السدود من المياه، وتراجع الفرشة المائية بالمنطقة بفعل الاستغلال غير العقلاني، إلا أن الأمر لا يخلوا من مخاطر بيئية ستعصف بالنظمة البحرية بخليج الحسيمة، مشتل الأسماك السطحية، في حال لم يتم اعتماد معايير بيئية صارمة وصديقة للبيئة.
وكانت قاعة الندوات بدار الشباب محمد بن عبد الكريم الخطابي، بالحسيمة قد احتضنت يوم أمس السبت ندوة علمية في موضوع ” الإجهاد المائي بإقليم الحسيمة بين المقاربة العلمية والإعلامية “. ونظمت فعاليات هذه الندوة كل من جمعية ألتبريس للإعلام البديل وعصبة المتوسط الأزرق للشباب، وجمعية أدار، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل -، وبتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الشباب وبشراكة مع فرع جمعية حماية المستهلك بإقليم الحسيمة.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في مجالات الموارد المائية والبيئة والإعلام، حيث تناولت العروض المقدمة مختلف جوانب الإجهاد المائي وطنيا ومحليا وتمحورت حول” تحديات توفير المياه الصالحة للشرب بالمغرب “، حيث قدم الأستاذ حسن امحمدي، أستاذ جامعي بكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، عرضا حول التحديات التي تواجه المغرب في مجال توفير المياه الصالحة للشرب، مع التركيز على آفاق الحلول المستقبلية. و ” حكامة الموارد المائية في المغرب “، تناول الأستاذ فؤاد عمراوي، أستاذ جامعي وخبير في مجال الماء، موضوع حكامة الموارد المائية في المغرب منذ الاستقلال، عارضا مختلف السياسات والاستراتيجيات التي تم اتباعها في هذا المجال.
إلى ذلك قدم السيد علي هدي، وهو بالمناسبة مهندس الاستغلالات والصيانة ورئيس قطاع الإنتاج بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء، عرضا حول ” الوضع المائي بإقليم الحسيمة والرؤية الاستراتيجية ” سلط من خلاله الأضواء حول الوضع المائي في إقليم الحسيمة، مع عرض الرؤية الاستراتيجية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لمعالجة الإجهاد المائي في المنطقة.
تطرق الأستاذ خالد الزيتوني، ممثل الجمعية المغربية لحقوق المستهلك لموضوع الاقتصاد في استهلاك الماء وجودة المياه ضمن مداخلة حول ” الاقتصاد في استهلاك الماء وجودة المياه ” ، مشيرا للأهمية الحيوية للمياه في حياة الإنسان والبيئة، وأكد على أهمية النظر لمعايير جودة المياه بجدية كبيرة، والتي تتضمن مجموعة من العوامل مثل: مستويات الكلور، والمعادن الثقيلة، والبكتيريا، والروائح الكريهة…، وهي الشروط التي تضمن توفير المياه الصالحة للشرب، والاستخدام الآمن، وحماية صحة المستهلكين، كما أكد على ضرورة تعزيز الوعي لدى المستهلك حول أهمية الحفاظ على الموارد المائية والمشاركة في جهود الحفاظ عليها.
من جانبه اكد الأستاذ التيقي محمد مهندس دولة في البيئة، رئيس عصبة المتوسط الأزرق للشباب على دور البحث العلمي في حل مشكل الإجهاد المائي ” ، والذي أكد من خلال هذه المداخلة على أهمية البحث العلمي في حل مشكل الإجهاد المائي، داعيا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين من أجل إيجاد حلول علمية ناجعة لهذه الظاهرة.
بعد ذلك، فتحت الندوة المجال أمام نقاشات ثرية بين المشاركين، تناولت مختلف جوانب الإجهاد المائي في إقليم الحسيمة، كما تم تقديم العديد من التوصيات، من بينهاالتركيز على استعمال محطات تحلية مياه البحر بشكل بيئي يتطلب اعتبار العوامل البيئية في عملية التحلية، مثل استخدام تقنيات متطورة للحفاظ على التوازن البيئي وتقليل التأثيرات السلبية على الحياة البحرية، بما في ذلك تخزين الملح والتخلص من المياه الملحة بطرق صديقة للبيئة وتحفيز الاستدامة في استخدام الموارد المائية.
وتم التشديد على أهمية توسيع استخدام مياه البحر، والذي سيمكن من جني فوائد عديدة، مثل تحلية المياه للاستخدام في الزراعة أو الشرب، وذلك باعتماد الطاقة الشمسية الأقل تكلفة أو الطاقة الحراري. مه الدعوة إلى إعادة استعمال المياه العادمة : تم التأكيد على ضرورة إعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء بالمدينة، وذلك للمساهمة في ترشيد استهلاك الماء.
كما طالب المتخلون بتفعيل شرطة المياه حيث دعت التوصيات إلى تفعيل دور شرطة المياه لمحاربة ظاهرة الآبار وحفر الجيوب المائية العشوائية، والتي تُساهم في استنزاف الموارد المائية الجوفية. وتعزيز حملات توعية إذ تم التأكيد على أهمية تنظيم حملات توعية حول ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على البيئة، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية. وكذا المطالبة بإشراك الإعلام في التوعية والتثقيف بأهمية حفظ الماء من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية للمجتمع.
ونبه اللقاء إلى استخدام أنظمة توفير الماء مثل الخراطيم ذات الرش المنخفض للري، وإعادة تدوير المياه، بتجميع مياه الأمطار في براميل مطاطية، لاستخدامها في الري أو التنظيف. وكذا استخدام تكنولوجية الحفظ باعتماد أنظمة رش المياه بتقنيات حديثة، مثل الري بالتنقيط لتقليل استهلاك المياه. مع تحسين البنية التحتية، والعمل على تحسين بنية توزيع وإدارة المياه، لتقليل ضياع المياه وتحسين كفاءة الاستخدام. وكذا تحسيس المستهلك بتحسين استخدام الماء وترشيد استعماله.
وكانت الندوة مناسبة هامة لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين في مجال الموارد المائية وطنيا وبإقليم الحسيمة خاصة، كما ساهمت في رفع الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على هذا المكون الحيوي.