ولجت نساء التعاونية النسوية “مقدة” المتخصصة في الصيد البحري وتثمين المنتجات البحرية بمرتيل صوب الرحلات البحرية لممارسة أنشطتهم البحرية بسواحل البحرية لمارتيل، بعد تحصيل عضوات و منخرطات التعاونية النسوية، على دفاتر بحرية، خولت لهن ممارسة مهنة الصيد البحري بالسواحل مارتيل، الى جانب اشقائهم البحارة من الرجال. وذلك بعد استفادتهن من سلسلة من الدورات التكوينية البحرية، التي همت مختلف الجوانب المرتبطة بركوب البحر، والسلامة البحرية وممارسة أنشطة الصيد البحري بجميع تفاصيلها.
وانطلقت ثلاث نساء من منخرطات تعاونية “مقدة”، بعد حصولهن على الدفاتر البحرية على متن قارب الصيد التقليدي المعروف باسم “غريبة” تحت اشراف ربان الصيد التقليدي مصطفى البقالي، صوب سواحل المنطقة. وذلك بعد تحصيل الترخيص القانوني من طرف السلطة المحلية و مندوبية الصيد البحري بالمضيق بغرض تحليق الشباك التي ساهمت باقي نساء التعاونية في حياكتها وخياطتها بالشكل المطلوب كلوحة فنية ساهمت المتعاونات بالعمل على إنجاح التجربة البحرية، من خلال إبراز قدراتهم المهنية البحرية بداية من خياطة الشباك وصولا الى ركوب الموج لتليها عملية جر القارب من طرف نساء تعاونية.
واشادت خديجة حبيبي بالتجربة الميدانية التي قامت بها نساء تعاونية مقدة خلال رحلة الصيد، سيما ان التجربة تبقى فريدة والأولى من نوعها على صعيد سواحل مارتيل بحيث لم يسبق للعنصر النسوي بالمنطقة البحرية أن قام بتجربة ركوب الموج وممارسة الأنشطة البحرية، معبرة حبيبي في ذات الصدد ان فرحتها لا توصف في ظل رغبة نساء تعاونية “مقدة” في ممارسة مهامهم البحرية جنبا الى جنب مع بحارة المنطقة، الى ذلك ثمنت حبيبي الدور الرئيسي الذي واكبته مندوبية الصيد البحري بالمضيق في شخص مندوب الصيد البحري بداية من عرض الفكرة مرورا الى تحقيقها على أرض الواقع، هي مواكبة ساهمت حسب قول حبيبي في تحفيز منخرطات ومنتسبات التعاونية كما ثمنت رئيسة تعاونية “مقدة” اطر و اداري معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش على رأسهم مدير المعهد.
وقد استفادت منخرطات ومنتسبات تعاونية مقدة، من دورات تكوينية، جمعت الشق النظري بالشق التطبيقي بشكل متتالي منذ بداية إنشائها. وهي الدورات التي وفرها لصالحهم مجموعة من المتدخلين، من قبيل معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، و مندوبية الصيد البحري بالمضيق، حيث يبرز الرهان على النهوض بالمرأة العاملة بقطاع الصيد البحري بنقطة التفريغ مارتيل. وذلك بهدف الرقي بالمستوى المعرفي والميداني لنساء المنطقة، باعتبارهن شغوفات بالعمل البحري. هذا مع تمكينهن من مجموعة من الآليات التقنية، المرتبطة بالإبحار على متن قوارب الصيد التقليدي وطريقة خياطة شباك الصيد.
ونوهت رئيسة تعاونية “مقدة” في ذات الصدد بمجهودات الفاعلين في قطاع الصيد البحري، بمختلف مراتبهم الإدارية والمهنية. وذلك من خلال عملهم الدؤوب في رصد كل المعطيات المرتبطة بقطاع الصيد البحري، لإيصالها بشكل سلس ومفهوم لنساء المتعاونات. وأبرزت في ذات السياق أن خروجهن لممارسة الأنشطة البحرية يوم السبت 8 يوليوز الماضي، كان نتاج لتراكمات تكوينية، آخرها دورة تكوينية اختتمت في مجال السلامة البحرية الذي تناولت مجموعة من المواضيع منها طريقة اخماد الحريق، إنقاذ الغريق، الإسعافات الأولية، وكذا أساليب البقاء على قيد الحياة، من خلالها تعرفت النسوة حسب تصريح حبيبي، على مجموعة من التقنيات الميدانية البحرية.
وأشار مصطفى فردوس مندوب الصيد البحري بالمضيق، ان التجربة البحرية لنساء تعاونية مقدة تعد نموذجا للتنمية الاقتصادية البحرية، بعد انطلاق الرحلات البحرية التي تقوم بها نساء المنطقة. وذلك على أمل انبعاث المزيد من المبادرات، الرامية للنهوض بقطاع الصيد البحري بنفوذ مندوبية الصيد، وذلك في إطار مقاربة النوع، كقاطرة ستشجع النساء على ركوب البحر في قطاع الصيد التقليدي. في ظل مواكبة مندوبية الصيد لجميع الانشطة البحرية في أفق الرقي بقطاع الاقتصاد التضامني النسوي بالمنطقة.