ركنت مراكب الصيد الساحلي صنف السردين بميناء طانطان وبشكل كلي مند مطلع هذا الأسبوع إلى الراحة، تزامنا مع إقتراب عيد الفطر المبارك، حيث شرعت المراكب ومند الأسبوع الماضي في عملية سوسان الشبكة، بعد أسابيع من النشاط المهني على مستوى المصيدة المحلية.
وتعد المناسبة فرصة لتصفية حصص البحارة من المبيعات المالية، عن فترة “البياخي” الذي دام لأسابيع محدودة من العمل، في ظروف يطغى عليها عدم الإستقرار والإضطرابات الجوية، فيما أكد محمد بنجاعة فاعل مهني في الصيد الساحلي صنف السردين بميناء الوطية، أن الإرتفاع الذي تعرفه أثمنة المحروقات، كان له تاثير سلبي على عائدة البياخي، موضحا في ذات السياق ان من المراكب من حقق قيمة مبيعات مهمة في الفترة الآخيرة ، لكن أزيد من 75 في المائة من هذه المبيعات، إلتهمتها المحروقات والكاشطي وباقي مستلزمات الرحلات البحرية التي عرفت إرتفاعات كبيرة، وهو ما يجعل “المصور” خصوصا للبحارة محدود للغاية.
وأضاف ذات المصدر المهني ان المصايد المحلية شرعت في زرع التفاؤل، خصوصا وأن الأيام الآخيرة عرفت تحقيق مفرغات جيدة، بعد أن كان شهر مارس، قد إتسم بالكثير من الإضطرابات الجوية. لذلك فعطلة العيد سيكون لها ما بعدها على مستوى المصيدة بحول الله، في إتجاه تحقيق مفرغات جيدة ، وتحسين المردودية. لكن هذا يفرض على الجهات المختصة يقول المصدر المهني، مراجعة أثمنة المحروقات، التي تختلف بشكل كبير بميناء طانطان مقارنة مع موانئ الوسط خصوصا آسفي . لأنه من عير المعقول أن تستمر الأثمنة في التغوّل محليا، رغم التراجع الذي تعرفه على المستوى الوطني.
إلى ذلك أكد فاعلون مهنيون على المستوى المحلي أن توقف المراكب لم يكن في وقت موحد، بالنظر لكون مراكب توقفت قبل أسبوع فيما لم تتوقف أخرى إلا يوم الأحد الماضي ، حيث أفاد ذات الفاعلون أنه ومن خلال التجارب المكتسبة على مر سنین بمختلف موانئ الجنوب، فإن التوقف عن نشاط الصید في المناسبات الدینیة والأعیاد، یخلق نوعا من الارتباك والعشوائیة، وعدم اتفاق المھنیین لتحدید تاریخ موحد للتوقف النھائي عن الإبحار. وذلك بحكم تفاوت المبیعات التي يحققھا كل مركب على حدة .
ویسعى بعض الربابنة، إلى تدارك فارق البیع مع مراكب أخرى، تنشط في نفس المصیدة، عبر الاستمرار في الصید، رغم إنتشار أخبار تاروحيت وسوسان الشباك. وهي وضعية تتسبب في إرباك العملية، وتأخير موعد الحساب، فيما ذهبت جهات آخرى إلى القول أن توقف المراكب بشكل تدريجي هو معطى إيجابي، للحرص على ضمان إستمرارية تموين الأسواق بالأسماك، إذ أن هذه المراكب التي تواصل نشاطها تقوم بدور “المداومة” “permanence” خصوصا في الشهر الفضيل الذي يستمر فيه الإقبال على المنتوجات البحرية طيلة أيام الصيام. كما أن هذا التوقف الإختياري والمتدرج يضمن سلاسة إستيعاب وسائل النقل كل يوم، لأفواج البحارة الذين ينشطون على متن مركب صيد السردين بالموانئ الجنوبية للمملكة، والذين يشدون الرحال إلى ديارهم.
وحسب مصادر مھنیة مطلعة، فإن عائدات (البیاخي) أو فترة عمل المراكب، “بياخي” عيد الفطر، كانت متفاوثة، وتختلف بإختلاف حجم المبيعات، خصوصا وأن بعض المراكب ساعفها الحظ في تفريغ كميات مهمة من الأنشوبا، التي رشمت مؤخرا بالمصيدة، والتي شكلت فارقا مهما في تحديد التميز بين المراكب المختلفة. فيما مجموعة من المراكب إنطلقت متأخرة في نشاطها المحلي، دون إغفال ان مجموعة من المراكب عمدت في نشاطها إلى التنقل بين ميناءي طانطان وسيدي إفني. وهو المعطى الذي شكل فارقا على مستوى حجم المبيعات.
وكشفت أرقام صادرة عن مندوبية الصيد البحري بالوطية حصلت عليها البحرنيوز في وقت سابق، أن ميناء المدينة عرف إنطلاقة واعدة على مستوى مفرغات الأسماك السطحية الصغيرة، إذ إستقبل الميناء إلى حدود 21 مارس الماضي أزيد من 2500 طن، من الأسماك السطحية الصغيرة تم تحقيقها في ظرف 10 أيام من الإشتغال، بعد إستئناف المراكب نشاطها بالمصيدة، بقيمة تفوق 7,48 مليون درهم، وهو ما يعكس إرتفاعا بنسبة 150 في المائة على مستوى الحجم و545 في المائة على مستوى القيمة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2022، التي إستقرت فيها المفرغات، عند حدود 445 طن بقيمة توقفت عند 1,16 مليون درهم.