رصد المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري نفوق ثمانية حيثان خلال شهر يناير الجاري ثلاثة منه خلال هذا الأسبوع ، وهي حصيلة ضخمة تثير الإنتباه على المستوى الوطني والدولي .
وأوضح المعهد أن حالات الجنوح المختلفة التي همت حيتان كبيرة من أنواع مختلفة، سبعة منها على الساحل الأطلسي المغربي وواحدة على الساحل المتوسطي” حيث تم تسجل 4 حالات (حوت أحدب، وروكال صغير) في الداخلة، الأولى في 7 يناير، والثانية في 16 يناير، والثالثة في 22 يناير، والرابعة في 31 يناير، بالإضافة إلى حالتين (روكال صغير) في الصويرة والناظور، والعدد ذاته (روكال عادي) في القنيطرة وبوجدور.
وأفاد المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في المعطيات عينها التي نقلت تفاصيلها جريدة هسبريس الإلكترونية ، إنه خلال حالات النفوق هذه، لم تتمكن الفرق العلمية من التدخل ميدانيا إلا في 3 حالات تم تنفيذها عبر التدخل عن بعد بالتعاون مع الجهات المتواجدة بعين المكان وفق بروتوكول التدخل عن بُعد المعمول به”.
وذكرا المعهد أنه “من أجل معاينة ودراسة شاملة لحالة هذا الجنوح وتوضيح الظروف المرتبطة به، تم استدعاء فريق متخصص من مركز علم الأمراض بطنجة لتعزيز فريق الدار البيضاء وإجراء تشريح دقيق للجثة. وقد تمت متابعة هذه العملية عن بعد من قبل خبراء [اتفاق حفظ حوثيات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمنطقة الأطلسية المتاخمة] (ACCOBAMS)، وذلك ضمن مشروع التشريح عن بعد الذي يعتبر المغرب بلدا رائدا فيه”.
يذكر أن المعهد كان قد خلص في متابعته لوضعية الحوت الذي نفق في شاطئ “الشليحات” بالقنيطرة، أن هذا الآخير قد “عانى من مرض أدى إلى وجود التهاب حاد على مستوى الغشاء المخاطي والأمعاء”. إذ أوضحت التشخيصات المعمقة التي تم إجراؤها على جثة “حوت الشليحات”، الذي ينتمي لفصيلة “Balaenoptera physalus” من حوت “الروكال العادي” (يبلغ طوله الإجمالي 17.60 متر)، أوضحت “وجود كدمات وآثار نزيف على طول الجهة اليسرى من جسم الحيوان وزعنفة الذيل، وكذلك وجود طفيليات خارجية على مستوى مناطق متفرقة من الجسم”.
إلى ذلك يشر خبراء دوليون أن حالة النفوق قد تكون من بين مظاهر التأثير المدمر الذي قد تحدثه التغيرات المناخية الشرسة التي يمر بها كوكب الأرض، كما هو الشأن للموت الغامض الذي عصف بمئات الحيتان في المحيط الهادي حيث سجلت أشهر الصيف الماضي، حدوث ارتفاع في معدل نفوق الحيتان لأسباب غامضة، خاصة الحيتان الرمادية. إذ وحسب إحصاءات رسمية، فقد انخفضت أعداد حيتان شمال المحيط الهادئ، من 27000 في عام 2016، إلى 14500 في عام 2023، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية.
