إستنفر نفوق العشرات من طيور النورس، أو ما یصطلح علیه ب ”عوا“ .بسواحل الجديدة الفاعلين في المجال البيئي بالإقليم، إذ أطلقت جمعية القلب الكبير للبيئة والتنمية المستدمة نداءا لفتح تحقيق علمي، بخصوص الأسباب الكامنة وراء هذا الحادث المرعب بيئيا .
ووثقت الجمعية في شريط فيديو الأعداد الكبيرة للطيور النافقة ، متسائلة في ذات السياق عن الأسباب التي كانت وراء هذا النفوق المفاجئ لطيور النورس، التي تعد واحدة من المكونات الهامة للوسط البحري. فيما وصفت تصريحات متطابقة لفاعلين مهنيين بالمنطقة الحادث بالمثير للقلق ، مسجلة أن الصور الموثقة على مستوى الساحل الممتد بين شاطئ مولاي عبد الله والحوزية بالجديدة، تحتاج للتحرك الفوري من أجل دراسة الظاهرة؛ التي لا تتوقف عند طائر النورس، وإنما تمتد لطيور أخرى كالملك الحزين والبطروس وطائر الكنار.
ونقل فاعلون محليون عن سكان بالمنطقة قلقهم وقولهم، إن الوضع الحالي مع فيروس كورونا قد زاد من مخاوفهم في أن يكون للحادث علاقة بفيروس قاتل، مؤكدين ان النوارس النافقة تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة. وطالبوا في سياق متصل الجهات المختصة، بتوضيح الأسباب الحقيقية؛ التي تقف وراء نفوق أسراب من النوارس والطيور البحرية في الأسبوعين الآخرين ؛ على إمتداد مهم من الشريط الساحلي لإقليم الجديدة.
وعددت مصادر مهتمة الفرضيات التي قد تقف وراء نفوق هذا العدد الكبير من الطيور ؛ يبقى أبرزها ان تكون قد تغذت على مواد ملوثة ؛ في ظل المرميات التي تجد طريقها للوديان ومنه إلى السواحل. كما لم تستبعد ذات المصادر أن يكون للنازلة علاقة بأمراض تصيب هذا النوع من الطيور. وسط مطالب للجهات المختصة بتقصي الحقائق المرتبطة بذات النازلة التي إكتست طابعا بيئيا حزينا.
ويحظى طائر النورس بمكانة كبيرة في الثقافة البحرية العالمية. و يعتبر موته نذير شؤم. إذ يعتقد أن كل طائر نورس هو روح بحار فقد في البحر ، فيما تحمل الحكايات التي يرويها البحارة المغاربة تفاصيل علاقات تقدير واحترام لهذا المكون البحري. فظهوره حول المراكب ظل يرمز لوجود الأسماك في شباك الصيادين وكذا على متن المراكب. بل هناك من قدماء البحارة شكل علاقات صداقة تكاد تكون أسطورية مع هذا النوع من الطيور.