تفاعل جماهير المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أمس الأحد، مع فيلم “لالة عيشة” لمخرجه الشاب محمد البدوي، الذي يُعرض خلال هذه التظاهرة الفنية العالمية.
وتدور أحداث الفيلم على سيدة تدعى “لالة عيشة”، تقطن بمنطقة الريف، ومتزوجة ولها خمسة أطفال، كانت تعيل أسرتها بالاعتماد على الصيد، لكنّ وصول الدلافين بأعداد كبيرة إلى السواحل وتمزيقها شباك الصيد، سيّغير مجرى حياتها. وتبدأ رحلة الصيادين في البحث عن مورد رزق جديد دون جدوى، إذ يفكر أبناؤها في الحل الأسهل للخروج من ضائقتهم المادية، وهو الهجرة إلى أوربا.
وتستمر معاناة “للاعيشة”، مع صراعها لكسب لقمة العيش، من جهة، ومحاولة ثني أبنائها عن مغادرة الوطن، من جهة ثانية؛ في شريط يُقدّم أنماطا مختلفة أخرى من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المرأة القروية في المغرب، والتي لا تلعب دور الأم فقط، منبع الحنان والعاطفة، بل هي صوت الضمير، أيضا، ونبض الوطن والشعور بالانتماء إليه.
ويدكي الفيلم إهتمام الفاعلين في الحقل الدرامي والسينمائي ب “النيكرو” أو الدلفين الأسود كظاهرة إجتماعية وإقتصادية ، ما يبرز بالملموس، تمركز هذه الظاهرة التي خرجت من سواحل الشرق، لترمي بتداعيتها على مختلف أشكال الحياة بالمنطقة المتوسطية ، حيث الإعتماد في عدد من الأقاليم على الصيد البحري كمحرك للإقتصاد المحلي. وهو ما تفاعل معه مخرجون وفاعلون في الحقل الفني، لتتم بلورته في قالب سيمائي ودرامي، على شكل أحداث متسلسلة ومركبة، تتفاعل فيما بينها لتجسد الخوف من تغول الظاهرة، وتأثيرها على مناحي الحياة بالمنطقة.
وكان النيكرو قد شكل أرضية قوية لمسلسل النيكرو الذي عرضته قناة “الأمازيغية”، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة SNRT، السنة الماضية خلال شهر رمضان الأبرك، والذي دارت أحداثه حول المشاكل، التي يعيشها الصيادون الصغار بمدينة الحسيمة، خاصة ومدن الشمال على العموم، في قالب اجتماعي يعالج جوانب الموضوع وانعكاساته على أسر الصيادين. حيث يعالج المسلسل في قالب درامي وقائع حقيقية خلفها هجوم الدلفين الأسود على شباك الصيادين بميناء الحسيمة.