الكسكس المغربي ليس مجرد وجبة تفنن فيها المغاربة على وجه الخصوص في منطقة شمال افريقيا، بل يعد مكون غذائي من أساسيات موائد جل المغاربة، خصوصا يوم الجمعة باعتباره وجبة عالمية وتراث إنساني لا مادي، متوارث عبر سنوات. هدا ما جعل فتيحة هروال رئيسة تعاونية هراولة بمدينة طانطان، المختصة في الكسكس بجميع النكهات الطبيعية من أعشاب نباتية، ابتكرت معه هروال نكهة جديدة تحمل بين طياتها نكهة المنتوجات البحرية، الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا في أوساط الساكنة المحلية ومتذوقي هذا الكسكس الجديد .
وأكدت رئيسة التعاونية في تصريح لجريدة البحرنيوز، ان فكرة إدماج عظام الأسماك، استنبطتها من رغبتها في تقوية البنية الجسمانية لمستهلكي الكسكس، من خلال دمجه بمكونات بحرية و بنكهة الأسماك، بشكل طبيعي مستقطب من مواد طبيعية بحرية خالصة. وذلك على غرار انتشار مجموعة من النكهات الطبيعية ، من قبيل كسكس بنكهة اكليل الجبل، او كسكس بنكهة الزعتر، او كسكس بنكهة حبوب الدخن المعروفة باسم إلان ، الا ان كسكس بنكهة الأسماك تعد فكرة صائبة، ذات نفع صحي ابتكرتها فتيحة هروال ، ونزلت تفاصيلها على أرض الوجود في خطوة تواصل حصد الإعجاب.
و شاركت الفاعلة في افقتصاد التضامني ضمن مجموعة من المعارض، التي سمحت لها بمشاركة منتوجها البحري، مع زوار اروقة المعارض ، الامر الذي نال اعجاب مقتني الكسكس بمواد بحرية ، التي دمجت مكوناته بين كل ما هو صحي طبيعي ينضاف لها المذاق الرفيع، كبصمة جديدة تركتها هروال في الساحة البحرية، لتشكل قصعة الكسكس لوحة تشكيلية بألوان خضره الزاهية ، وتماسك حبيبات الكسكس المحلى، الذي تفوح منه رائحة السمك والمنتوجات البحرية .
وأضافت هروال أن المنتوجات البحرية التي تقوم بإضافتها لحبيبات الكسكس، تجمع بين سمك القمرون وعظام أسماك الكوربين، التي يتم تجفيفها و طحنها واستعمالها في عملية تشكيل الكسكس، المعروفة في الأوساط النسائية بعملية “الفتيل”، أي عزل الحبات الصغيرة عن حبات الكسكس الكبيرة، لضمان جودة الكسكس، الذي يكون جاهزا عند عملية برمه من طرف نساء التعاونية، باستعمال الغرابيل لتنضاف إليه النكهات ، بما فيها دقيق السمك المسحوق بغرض انسجام الدقيق بحبات الكسكس .
وأشارت رئيسة التعاونية التي تضم خمس عضوات وخمس متعاونات، أنها دائمة البحث عن مواد بحرية جديدة، تعزز نكهات الكسكس وتنوعها، على امل تطوير مشروعها، من خلال توفير الجهات المسؤولة مقر دائم للتعاونية. وهو الأمر الذي سيسمح مستقبلا بتوفير العمل لأزيد من 100 عاملة، موضحة في ذات الصدد، أن التنشئة البحرية ودراية نساء مدينة طانطان بالشؤون البحرية ،باعتبارها مدينة ساحلية، من شأنه لعب دور كبير فيتحسين المنتوج وإضافة مجموعة مواد بحرية جديدة للكسكس المغربي، بغرض الرفع من المردودية المالية والاقتصادية لنساء المنطقة مستقبلا.
