يدور نقاش قوي في أوساط مهنيي الأسماك السطحية الصغيرة، حول مستقبل الكوطا التي ستعتمدها الوزارة الوصية برسم الموسم الجديد على مستوى المصايد الوسطى والجنوبية.
ويعيش الوسط المهني حالة من القلق المتسم بالتوجس، من أن تكون هناك مراجعة تعصف بحجم الكوطا الموسمية ، لاسيما وأن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، كان قد لمّح خلال اللقاء الآخير بالرباط لمواصلة السياسة التقشفية، في إتجاه تحفيف الجهد والضغط على المصيدة، خصوصا بعد تقديم مؤشرات عزّزت المخاوف حول المنحى التراجعي لمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، سواء في الوسط والجنوب بنسب متفاوثة على مستوى الأصناف المشكلة لهذه المصيدة .
ولمس المهنيون تغيرات جوهرية على مستوى إنتشار الأصناف السمكية التي تؤتت هذه المصيدة التي ظلت تشكل جوهر النشاط المهني في قطاع الصيد الصناعي، خصوصا السردين ولانشوبا والأسقمري و”اللاتشا، والشرن والبوري وكذا مجموعة من الأسماك الإضافية. وهي أنواع ظلت مفرغاتها في المواسم الآخيرة تتسم بالتذبذب وعدم الإستقرار على المستوى الوطني ، لاسيما بمصايد الوسط والجنوب بشكل خاص خلال الموسم الثلاث الآخيرة ، وهو ذات المنحى المتواصل ، حيث سجل المكتب الوطني للصيد البحري، تراجعا في مفرغات الأسماك السطحية بنحو 19 في المائة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2023، فيما أكد المعهد ان المصيدتين الوسطى والجنوبية عرفت تراجعا مهما .
ولمواجهة هذا التراجع سنّت الوزارة الوصية سياسة تعتمد على الإغلاق بمنع الصيد في مضلّعين بسواحل آسفي ، وإعتماد شهر يناير كراحة بيولوجية بالمصيديتن الوسطى “أ” و “ب” ، وراحة بيولوجية من شهر ونصف بين فاتح يناير ومنتصف فبراير 2024. وهي السياسة الحمائية التي تروم إستعادة المخزون ، فيما تسير الوزارة الوصية لدراسة إجراءات أخرى مصاحبة والعمل على إدخال تغيرات على معدات الصيد خصوصا الشباك الدوارة بالمنطقة الجنوبية. هذا في وقت تؤكد فيها مجموعة من الأصوات أن أزمة المصايد المغربية لا تتوقف عند السلوك البشري وإنما تدفع ثمن التغيرات المناخية المتزايدة .
وامام حالة الترقب والتوجس فتح قطاع الصيد البحري باب التسجيل لولوج المصيدة الأطلسية الجنوبية والمصيدتين الوسطى “أ” و “ب” ، محددا مجموعة من الشروط التنظيمية المطلوب توفرها في المراكب الراغبة في الترشح لهذه المصيدة برسم الموسم 2024 ، وذلك قبل 15 دجنبر الجاري كموعد حدد كآخر أجل للتسجيل في اللائحة التي ستخضع للغربلة فيما بعد .
ووضعت الإدارة الوصية مجموعة من الشروط أمام الراغبين في ولوج المصيدة، يبقى أبرزها الإلتزام بمواصلة النشاط المهني بالمصيدة طيلة الموسم القادم ، وإحترام الحصة الفردية السنوية غير القابلة للمراجعة، والتي سيتم إعلانها إنسجاما مع وضعية المخزون. وكدا ضرورة توفر مركب الصيد على الترخيص الصحي ، إلى جانب أداء واجب الغرامات المالية التصالحية المترتبة عن المخالفات المرتكبة خلال السنوات الفارطة . كما تشترط الإدارة إحترام العمل بإستعمال الصناديق البلاستيكية، مع إضافة الثلج والتفريغ مرة واحدة في كل24 ساعة. إلى جانب التشديد على توفر مجموعة من المعطيات التقنية والتنظيمية التي تفرضها الإدارة وتحددها الإعلانات المنظمة .