هو سؤال يتكرر بإستمرار في الكواليس، إذ لا حديث هذه الأيام إلا عن توقيت إنطلاقة موسم صيد الأخطبوط، المقرر له يوم فاتح يونيو 2019، حيث كشفت جهات مهتمة أن ما يروج في الكواليس، هو التوجه صوب تمديد الراحة البيولوجية لهذا الصنف من الرخويات، إلى ما بعد عيد الفطر. و سيكون هذا التمديد وفق إفادة ذات المصادر، ببعد إجتماعي، لفسح المجال للبحارة، لتمضية العيد في أوساط أسرهم، قبل الإنطلاق في إتجاه مصايد الأخطبوط .
وأبرزت ذات المصادر أن تأخير إنطلاقة الموسم قد يكون بأسبوعين قبل أن ينطلق يوم 15 يونيو ، حتى يتسنى للبحار تمضية أيام العيد الذي قد يصادف يوم 5 أو6 من الشهر القادم بين أحضان عائلاتهم. هذا فيما إنطلقت اللقاءات التنسيقية بين وزارة الصيد والمهنيين، لاسيما مجهزي الأعالي، في إنتظار الإعلان عن موعد إنعقاد لقاء لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط التي عادة ما تسبق إنطلاقة الموسم.
ويعول مهنيو الأعالي على اللقاء القادم لإقناع الإدارة الوصية، بتعويضهم عن أيام الراحة الإضافية ، بتمديد الموسم بنفس الأيام المضافة لفترة الراحة البيولوجية المقترحة. هذا في وقت يرى مهنيو الصيد التقليدي في تأخير إنطلاقة الموسم إلى ما بعد الفطر أمرا عاديا، ومعطى إيجابيا وفق تصريحات مهنية متطابقة للبحرنيوز، في سياق نمو وتطور المخزون، متطلعين في ذات السياق إلى إستقرار الظروف المناخية، التي إتسمت بالصعوبة في الفترات الماضية، مشكلة معيقا لرحلات الصيد، وكلهم أمل في أن يتحول الطقس، إلى عنصر مساعد في إنجاح الموسم القادم.
ويصبوا مهنيو الصيد بمختلف أساطيلهم، إلى ما ستفرج عنه وزارة الصيد بخصوص التصور المرتبط بالموسم الجديد، خصوصا بعد النقص الذي طال حجم المصطادات المسموح بها في الموسم الشتوي المنصرم. وذلك في إنتظار ما ستحمله الخلاصات، التي ستعكسها الرحلات الإستطلاعية، التي يقوم بها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بخصوص تطور الكتلة الحية للمخزون. وهو تطلع مشوب بالترقب والحذر، لاسيما بعد الإشارات السلبية، التي حملها الموسم الشتوي المنصرم. حيث جاء القرار المنظم للموسم الشتوي، مراعيا لحجم تراجع المخزون بقرابة 50 في المائة.
وفي موضوع متصل علمت البحرنيوز، أن من المنتظر أن تشكل المناطق المغلقة محط نقاش بين مهنيي الأعالي والإدارة الوصية، سيما أن مجهزي الصيد في أعالي البحار ظلو يطالبون بإعادة النظر في هذه المناطق، التي أثرت حسب تعبيرهم بشكل كبير على مردودية البواخر في المواسم المنصرمة، متسببة في عدم إتمام الكوطا المخصصة للقطاع ، وهي مناطق ظلت تشكل منطق خلاف بين الإدارة والمهنيين من جهة، وكذا بين المهنيين خصوصا الربابنة والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري من جهة آخرى.
ويرى مجموعة من الربابنة أن المناطق المغلقة قد تسببت في ظغط كبير على بعض المصايد دون أخرى ، حتى أنها تحولت لما يشبه الطريق السيار الذي يسلكه الربابنة مضطرين. وهو ما ولد ضغطا رهيبا حد إجهاد المصايد، التي لم تستطع الإستجابة لمتطلبات الكوطا في الموسم المنصرم. فيما يشير الربابنة أنه بعدما كانت البواخر تصطاد بشكل متفرق بالمصيدة الجنوبية، أصبحت مرغمة على التجمع في مناطق بعينها، ما أثر سلبا على الكتلة الحية لبعض المصايد، التي يتم شفطها في توقيت قياسي ، لتستمر البواخر في غربلة المياه دون جدوى.