لم أكن أتوقع أنه آخر لقاء سيجمعنا في درب نقاش معقد حول واقع قطاع تتعايش فيه الفوضى مع القانون وتتلازم داخله تنائية الفساد واللافساد.
فقد إلتقيته على عجل على هامش لقاء كان قد جمع باحثين قادمين من بلاد الطاليان بجمعيات مهنية في قطاع الصيد بالإضافة إلى بعض رجال الصحافة والإعلام حيت كان موضوع اللقاء تقديم جهاز جديد للكشف عن نوع من الطفيليات في المصطادات من الأسماك، إذ تناول الرجل الكلمة ضمن أشغال اللقاء مقدما مجموعة من الملاحظات التي تضمنت أفكارا بدت سابقة للمشرفين على المشروع .
كان الرجل وهو يتحدث بحسه اليساري الذي تشرب من فكر فلسفي في سياق التطور، يرقبني بنظرات تخفي وراءها جرعات من الألم والمعاناة التي إستأتر أن يتحدث عنها صامتا، حتى وإن خرجت بعضها مرغمة لتعلن عدم رضاه عن بعض السلوكيات التي شكلت فارقا في حياته الإستتمارية، وهو الذي إختار التوجه نحو الحداثة والعصرنة ضمن مشروع ورش لبناء السفن لم يكتب له التطور والإستمرارية، بعد أن حاصرته الضرائب ومعها إنسلالات بعض المجهزين، الذين عملوا على أخد الجمل بما حمل، ليتركوا الرجل عاركا وسط أزمة مالية خانقة كانتحسب الكثيرين، إنطلاقة حقيقية للمرض الذي ألم به .
كنا نشاهد مكان المشروع ونحن في الطبق الثاني من دار البحار، وكان زفيره المحمل بنوع من الحصرة يحبس كلماته بين الفينة والأخرى، حتى وإن إمتنع عن الخوض في تحديات المشروع ، حيت ظل يتهرب من أسئلتي ليجوب بي حول مساهماته الصحفية في عدد من الجرائد والمجلات، مرددا المثل القائل “الضربة التي لا تقتلك تزيدك صلابة”
هنأني عن الجرأة التي تميز كتابات البحرنيوز، مسجلا ان الطريقة التي يتعاطى بها الموقع مع قطاع الصيد تتير إعجابه، وهو الذي اعتاد على متابعة المجلات والجرائد الفرونكفونية، حتى انه في كثير من الأحيان عمل على ترجمة عدد من المقالات التي أتارت فضوله المعرفي … كما دعانا بالمناسبة إلى زيارته في مقر جمعية أليوبول من اجل متابعة إنشغالات اعضائها، وكدا ما راكمته الجمعية من ابحاث بغرض تقديم الإضافة لقطاع الصيد وتثمين مصطاداته حسب تعبيره.
بدوري هناته على النجاح الذي حققه معرض اليوتيس بإعتباره مفوضا له، فلم يكن ليرسم الإبتسامة التي يصنعها كثيرون حين يتلقون إطراء بشان نجاحهم، لكن رد بطريقته أن المعرض لم يحقق الأهداف التي كان يتصورها وهو الذي كان يشرف على تنظيم معرض للصيد إيام كان يشغل مدير للغرفة الأطلسية الوسطى. فالمعرض قفز على التوجهات التي رسمت له من طرف مهنيي الصيد، حتى أنه أصبح وجهة لأصحاب الأموال وكدا الشركات والمقاولات الكبرى، في حين ظل البحارة بإختلاف شرائحهم معزولين ذاخل المعرض سجل المرحوم .
مند حينها لم يكتب لنا اللقاء ثانية، حيت كنت اتابع خطواته وكدا تطورات حالته المرضية التي نقلته على عجل إلى مستشفيات بلاد عاصمة الأنوار، قبل أن تلزمه الفراش، هذا الآخير الذي لم يخاصمه مع هوايته المفضلة في قراءة وتتبع كل جديد يرتبط بقطاع إستهلك الكثير من حياته ، وذلك على حساب أسرته الصغيرة. فرحمك الله أيها الرجل الذي إختار توديعنا في صمت رهيب يوازي صمت الليل وهو يسدل سواده على رمال الصحرء.
وداعا عبد الفتاح الزين وداعا أيها الرجل المكافح، فقد غادرتنا إلى دار البقاء وتركت فينا توجيهات مفعمة بالخبرة والتجربة ساعة اللقاء و التي ستدكرنا بأمال رجل فهم الحياة فإستفزها بنوع من الوقار ، وصاحب المرض فاحترمه على علته، لكنه لم يتفوه بكلمة ألم وإنما إختار أن يحكيها بصبغة تفاؤل وأمل.
رحمك الله أيها الرجل الكريم ورزق دويك وأصدقائك وزملائك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما اعطى ولله مااخد….رحمه الله واسكنه فسيح جناته..انالله وان اليه راجعون…….وتعازينالاسرته الكريمة..ولكل أصدقاءه…ضاع وضاع منه الوطن وضاعت منه الغرفة الأطلسية الوسطى وكل المهنيين في قطاع الصيد البحري.
ان لله وان اليه راجعون
حقيقة نقول ونكتب وداعا /// صديقنا عبد الفتاح
فعلا هده هي الموت المفاجاة التي تصيب الانسان في ريعان شبابه بين الأزبعينات والخمسينات من عمره
لقد قال القدماء تعدد ألأسباب والموت واحد لكن الموت المفاجئ له سبب .
بهده المناسبة الأليمة نتقدم الى عائلة المرحوم وجميع أصدقائه وأخلائه في المهنة باحر التعازي والمواساة راجين من الله ان يسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والصالحين أمين ان لله وان اليه راجعون