ورشة المراكب بآسفي .. من نداء الإصلاح إلى شفير الإنهيار !

0
Jorgesys Html test

قبل فترة ليست ببعيدة، أطلقنا نداءً عاجلاً إلى الجهات المسؤولة للتدخل السريع ووضع ورشة أسفي العريقة على الطريق الصحيح. ولكن، بكل أسف، يبدو أن هذا النداء لم يلقَ آذاناً صاغية، حيث باتت الورشة الآن أقرب إلى “سكتة قلبية” منها إلى التعافي.

في مقال سابق، استعرضنا بعض المشاكل الظاهرة التي تعاني منها الورشة، والتي فصّلها الفاعلون المهنيون بالمنطقة في تصريحات متطابقة ، بإنتقاذ ما وصفوه بالسيير غير المسؤول والبنية تحتية الهشة التي لا تليق بتاريخ ومكانة ورشة أسفي. الإدارة التي من المفترض أن تكون نبض الورشة، تحولت إلى مجرد حاويتين تتواجدان في موقف السيارات، مما لا يخفي فقط حال الورشة المزرية، بل يكشف أيضاً عن الإهمال الذي وصلت إليه. لاسيما وأن هاتين الحاويتين هما محاطتين بالأوساخ، ومكاناً يلجأ إليه بعض الأشخاص غير المسؤولين، لقضاء حاجاتهم في العراء، مما يجعل الوضع أسوأ.

خلف هذه المشاكل السطحية توجد نزاعات داخلية كبيرة بين المسيرين يفيد أحد المقربين من الورشة الذي تحدث لي عن هذه الخلافات، التي تشل الحركة داخل الورشة وتمنع أي تقدم. وما يزيد الطين بلة، هو تدخل واضح وتحكم من أطراف خارجية لا تمت بصلة لمجال بناء وإصلاح السفن. هؤلاء المتدخلون يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة المطلوبة، ما أدى إلى تفاقم الفوضى والعشوائية داخل الورشة.

وفي خضم هذه الفوضى، تعاني الورشة الآن من مشكلة جديدة تهدد بتوقف العمل بشكل كامل. “فالرافعة الرئيسية”، المسؤولة عن رفع المراكب لإصلاحها، أصبحت معطلة. وهو العطل الذي يمثل ضربة قوية لقدرة الورشة على تنفيذ المهام الأساسية، ويضعها في موقف حرج. إذ كيف يمكن لورشة بناء وإصلاح السفن،  أن تعمل دون وجود رافعة صالحة للاستخدام؟ فالوضع في ورشة أسفي لم يعد يحتمل التأجيل أو التغاضي، إذا ما استمر هذا الإهمال والتسيير العشوائي، فإن الورشة قد تشهد انهياراً كاملاً يؤكد فاعليون مهنيون .

ويدقون الفاعلون ناقوس القلق مجددًا، قبل أن يصبح هذا المعلم الصناعي العريق ذكرى من الماضي. فورشة أسفي تحتاج إلى تدخل عاجل لإصلاح الوضع الحالي. إذ يجب على الجهات المسؤولة أن تعيد النظر في طرق التسيير وأن تعمل على تحسين البنية التحتية بما يتناسب مع أهمية ودور هذه الورشة في الاقتصاد الوطني. كما يجب أن تتخذ إجراءات صارمة لضمان أن يتولى التسيير أشخاص لديهم الخبرة والمعرفة الكافية في هذا المجال. إن تجاهل هذه المشاكل لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وقد يؤدي في النهاية إلى انهيار أحد أهم معالم صناعة وإصلاح السفن في البلاد.

وتبقى البحرنيوز منفتحة على أي رد أو توضيحات ستصدر عن الجهات المسؤولة بخصوص هذا الموضوع ..

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا