تعرضت سائحة ألمانية لهجوم كاسح من طرف سمكة قرش بالسواحل الممتدة جنوب جزيرة غران كناريا (180 كلم غرب الداخلة)، وهو الحادث الذي فقدت فيه ساقها.
وحسب تقارير صحفية إسبانية فأحداث الواقعة، تعود إلى يوم الاثنين 16 شتنبر حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، عندما كانت السائحة الشابة على متن يخت يرفع العلم البريطاني ، على بعد حوالي 180 كيلومترًا غرب الداخلة حيث تعرضت لهجوم من سمكة قرش يجهل نوعه. فيما تم غصدار نداء لطلب المساعدة من خدمة الإنقاذ البحرية الإسبانية، التي تتقاسم مسؤوليات الإنقاذ الدولي مع البحرية المغربية بالمنطقة. ورغم التدخل، فقد فشلت جهود إنقاذ السائحة بواسطة مروحية إسبانية ، حيث توفيت نتيجة توقف القلب خلال الرحلة الجوية إلى المستشفى.
ومن النادر تسجيل هجمات سمك القرش في المنطقة التي وقع فيها الحادث، فيما يؤكد المهتمون أن أسماك القرش أصبحت تهاجم حتى من لا يستفزونها من البشر. ويرى الخبراء أن السبب في تلك الظاهرة المتصاعدة يكمن في الاحتباس الحراري وتضرر الموائل البحرية.
وغالباً ما يتم وضع هجمات أسماك القرش في فئتين مختلفتين هما المُستَفَزة [تحصل بعد استفزاز ما لتلك الأسماك] وغير المُستَفَزة. وبحسب “ملفات هجمات القرش” Shark Attack Files التي يدعمها متحف فلوريدا، بلغ مجموع عضات القرش غير المُستَفَزة ضد الإنسان خلال 2022، 57 حالة و32 عضة مُستَفَزة في أنحاء العالم. في حين أوردت ملفات هجمات القرش حصول أكثر من 500 هجوم قرش غير مُستَفَز على الإنسان بين عامي 2010 و2019.
تُعرف “العضات غير المُستَفَزة” Unprovoked Bites بأنها حوادث تحصل فيها العضة على الإنسان في موائل أسماك القرش الطبيعية من دون أن يصدر تصرف استفزازي من الإنسان تجاه القرش. وتحصل “العضات المُستَفَزة” Provoked bites حينما يبدأ الإنسان بالتفاعل مع القرش بطريقة أو بأخرى. ومثلاً، يحصل ذلك حينما يتعرض الغطاسون للعض بعد مضايقتهم أسماك القرش أو محاولة لمسها.
وفي دراسة سابقة أصدرها عالم الأحياء البحري إريك كلوا وعالم الأحياء كارل ماير من “جامعة هاواي” في مجلة “بريل جورنال” Brill Journal، دقق العالمان كلاهما في فرضية الهوية الخاطئة . إذ تفسر نظرية فرضية الهوية الخاطئة عضات أسماك القرش على راكبي الأمواج والسباحين والغطاسين باعتبارها “أخطاء”، مما يعني أن أسماك القرش قد تخلط بين البشر وفريستها الاعتيادية.
وتشير الدراسة إلى أنه على رغم اعتراف الجمهور ومجتمع العلماء بفرضية الهوية الخاطئة “بشكل واسع”، إلا أن تلك الفرضية تعاني بعض الفجوات غير المعروفة، إذ تورد الدراسة أن “هذه الفرضية تفترض أن حدوث عضات القرش ’الخاطئة‘ على البشر، ينتج بشكل أساسي من الخلط بين المؤشرات البصرية، لكنها [الفرضية] تتجاهل الدور المهم للحواس الأخرى (على غرار السمع) في تمييز الفريسة المحتملة”.
وفي المقابل، يشير مؤلفا الدراسة إلى أن عضأت القرش التي تحصل في المياه النقية والشفافة لا يمكن شرحها دائماً في إطار فرضية الهوية الخاطئة. وتضيف، “ببساطة، لا ترتكب أسماك القرش الأخطاء، لكنها عوضاً عن ذلك تستمر في استكشاف محيطها وتستكشف بشكل روتيني الأشياء الجديدة معتبرة إياها فريسة محتملة من خلال عضها”. ولكن يشير كلوا وماير إلى أن “هذه الفرضية تبقى بأفضل الحالات فرضية غير مثبتة”.
البحرنيوز: وكالات / متابعة بتصرف