قامت لجنة من جامعة شنغاي للمحيطات بالصين يوم الخميس 12 أبريل 2018 بزيارة مجاملة إلى المغرب بدعوة، و مبادرة من شركة CNFC للصيد البحري الرائدة في قطاع الصيد البحري، من خلال مجموعة من مراكب الصيد بأعالي البحار، و النشيطة على مستوى ميناء أكادير مند سنة 1988.
و يأتي هدف زيارة الـلجنة الصينية إلى المغرب، من أجل تبادل الدراسات حول الصيد البحري، و كدا حول التكوينات في التكنولوجيا البحرية، و مناقشة التجارب العلمية بين مؤسسة المعهد العالي للبحث في الصيد البحري بأكادير، وجامعة شنغاي الصينية في مجالات التعليم والبحث العلمي، ولتنظيم أيام دراسية وندوات علمية، بل و مشاريع في البحث العلمي في ميدان الصيد البحري.
وشمل برنامج الزيارة المعهد العالي للبحث بالصيد البحري بأكادير، حيث تم استقبال اللجنة المكونة من ZHANG MIN أستاد باحث متخصص في البيئة البحرية، وWANG RONG مدير مركز البحوث الهندسية البحرية، و CAO SHOUQI نائب رئيس كلية العلوم والهندسة والتكنولوجيا، و YE XUCHANG رئيس مختبر كلية العلوم البحرية، من طرف مديرة التكوين البحري و رجال البحر والإنقاذ بوزارة الصيد البحري زهرة رشدي، و عز الدين بلغازي المكلف بالشراكات، و يوسف البوعزاوي و زينة إدردار، و جميلة بوشيل أطر المؤسسة، و ممثلي شركة CNFC بأكادير.
و قدم أطر المعهد العالي للبحث في الصيد البحري جملة من التوضيحات المتعلقة بالسير العادي للمؤسسة، من خلال زيارة جميع المرافق و الأقسام حسب التخصصات من معالجة الأسماك، و صناعة التعليب، و التحضير و التذوق، كما شملت الزيارة أيضا أشغال توسعة مختبر تربية الأحياء المائية، و هي شعبة جديدة تضاف إلى مجموع التخصصات التي يقدمها معهد ISTPM، تماشيا مع التوجهات نحو تنمية الإنتاج الوطني في تربية الأحياء المائية. كما تضمنت الزيارة أيضا مجموعة من المختبرات التي تزخر بها المؤسسة و المتخصصة في علم الأحياء المائية، التثمين، و لزوجة الزيوت، و بعدها تمت زيارة مركز التوثيق والبيانات الخاص بالمؤسسة و الذي يعتبر كمرجع أساسي للطلبة.
واحتضنت قاعة الاجتماعات عرض من تقديم أطر المؤسسة حول تاريخ المعهد العالي للبحث في الصيد البحري، باعتباره مركزا للإشعاع العلمي و الحضاري في مجال الصيد البحري بالمغرب، و دوره الكبير في الإسهام الفعلي في إثراء الخبرة و التجربة في الميدان البحري، ما يضفي عليه صفة معهد متخصص وطابع المؤسسة التكنولوجية في المفهوم و السياق.
و من جهتهم قدم أعضاء جامعة شنغهاي الصينية في العلوم البحرية ، نبذة تاريخية عن جامعة شنغهاي للمحيطات، التي تأسست عام 1912، لتصبح جامعة متعددة التخصصات تركز على التنمية المنسقة للزراعة والعلوم والهندسة والاقتصاد والفنون وإدارة التخصصات الشاملة و ميزات مميزة.
ورحبت مديرة التكوينات البحرية زهرة رشدي بزيارة المجاملة التي يقوم بها أعضاء جامعة شنغهاي للمحيطات الصينية، حيث عبرت خلال مداخلة لها بالمناسبة، أن أبواب المغرب مفتوحة على مصراعيها، لنسج الشراكات الثنائية مع الصين في مجال الصيد البحري و البحث العلمي، وتطوير مشاريع التعاون، عبر تبادل الخبرات و التجارب، وتقوية التعاون باعتبار المملكة المغربية منصة تنافسية مهمة، ووجهة مفضلة و رئيسية للاستثمارات الصينية.
وإستدلت المديرة بالشركة الوطنية الصينية CNFC للصيد البحري، التي تنشط بالسواحل المغربية مند سنة 1988، بأسطول يصل إلى 31 مركب صيد في أعالي البحار، وأشارت بإرتياح كبير إلى المبادرات الكبيرة التي تقوم بها الشركة، من خلال توجيه أفواج من أطقمها للحصول على التكوينات في مجالات السلامة، الإنقاذ و مجال الطبخ.
وابرزت رشدي أن مقومات الشراكة القوية متوفرة بشدة، على أمل أن تأخذ جامعة شنغهاي و وزارة الصيد البحري في القريب العاجل خطوات المبادرة الواعدة، في الإطار التشاركي لتوطيد علاقات التعاون لتوفير البيانات و المعلومات حول قطاع الصيد البحري، و الاستثمار في مجالات البحوث العلمية و التطوير المرتبط بالصناعات البحرية، مشددة على أهمية التواصل بين جامعة شنغهاي والمعهد العالي للصيد، ومراكز البحث لدعم توجيه سياسات البحث و التطوير لتلبية احتياجات الاقتصاد و المجتمع، و الاستفادة من الاستشارات العلمية لأغراض التنمية و التطوير.
إلى ذلك استعرض عز الدين بلغازي المكلف بالشراكات بوزارة الصيد البحري، جملة من الأهداف المرجوة من عقد الشراكات الثنائية مع جامعة شنغهاي الصينية ومنها: تبادل الأفكار والخبرات والتجارب ، والاستفادة من تجاربها الخاصة بغرض التعرف على الاحتياجات الحقيقية في مجالات العلوم والبحث العلمي والتطوير، لأنه الممر الايجابي الذي يمكن أن يساهم حسب بلغازي، في تدعيم أواصر الحوار والتعاون، مؤكدا أن شركة CNFC من خلال مبادرتها ستشكل قاطرة التعاون المشترك بين الأطراف. فيما شدد المكلف بالشراكات بالوزارة، على اهتمام المغرب بالتعاون مع الصين في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي ونقل التجارب، انطلاقا من علاقات المصالح المتبادلة والمتوازية.
وكمبادرة أولية قدمت شركة CNFC للصيد البحري، وعدا بمنح المعهد العالي للبحث في الصيد البحري بأكادير مجموعة من المحركات المائية، لدعم التكوينات البحرية في مجال الميكانيكا البحرية، كما أنها و ابتداء من سنة 2019 ستجلب 18 مركبا جديدا بمعايير دولية تتماشى مع البيئة البحرية، ستشكل طفرة مهمة في صنف الصيد بأعالي البحار، إلى جانب اعتماد كفاءات مغربية على رأس هده المراكب، و الاستمرار في دعم التكوينات البحرية بتوجيه الأطقم لكسب الخبرات المختلفة، و الخضوع إلى تدريبات للحصول على دبلومات، تخول امتهان الاختصاصات لتأهيل اليد العاملة ذات الخبرة والتجربة و التكوين الأكاديمي، كذلك على ظهر السفن البحرية، و السعي حثيثا كما جاء على لسان ممثلة الشركة، إنجاح الشراكة الثنائية لجامعة شنغهاي الصينية مع المغرب، و توطيد العلاقات الثنائية لتشمل مجالات مختلفة في الصيد البحري.
و تواصلت زيارة الوفد الصيني لتشمل أيضا مؤسسة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، المحاذية للمعهد العالي للصيد البحري ،حيث في كلمة ترحيبية قدمت نائبة رئيس المركز مجموعة من الدكاترة و الباحثين في مجالات مختلفة، و الدين أجازوا في شروحاتهم حول توجهات و فروع معهد البحث العلمي في الصيد البحري، و مختلف الشعب و الاهتمامات، و أيضا مكونات البحث العلمي و الوسائل اللوجيستيكية المستخدمة على مستوى الشريط الساحلي المغربي وكدا بعض الدول الإفريقية المجاورة. و عدها تم الانتقال إلى منطقة أنزا حيث مراكز البحث و المختبرات العلمية العملية، قدمت من خلالها توضيحات مفصلة في هدا الجانب، كما تمت الإشارة إلى البناية الجديدة للمعهد الوطني للبحث في الصيد و التي هي في طور المراحل الأخيرة من الإنجاز.
وفو عبرت المسؤولة ببناية المعهد الوطني للبحث في الصيد بمنطقة أنزا على دعم الشراكة مع جامعة شنغهاي ، باعتبارها نموذج رائد في مجال البحث في علم المحيطات، و أن المناسبة تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر و مشاركة الخبرات من أجل تطوير البحث العلمي والتكوين، وإعداد خريطة مستقبلية واضحة المعالم يتحدد من خلالها الأدوار المنوطة بكل الجهات، بخطة زمنية محددة للاستفادة من مستجدات العصر ومستحدثات التكنولوجيا في البحوث العلمية، و توفير البيئة الملائمة لهده الشراكة.
يذكر أن جامعة شنغهاي تتكون من 12 كلية من بينها كلية الصيد و العلوم الحياتية، كلية علوم البحار، كلية العلوم و التكنولوجيا الهندسية، حيث للجامعة تخصص رئيسي وطني، و 12 مجالاً إقليمياً وزارعياً رئيسياً، و 9 مجالات تعليم بجامعة شنغهاي هايلاندز، إذ تؤطر الجامعة الآن حوالي 15000 طالب، بدوام كامل على مختلف المستويات. و تتميز الجامعة بالعديد من الشراكات تهم سبل التعاون والتبادل الدولي. و تعلق الجامعة أهمية على كل من التدريس والبحث العلمي حتى تكون مهدًا لتنمية المواهب الخاصة المتفوقة، وتطبيق المواهب عالية الجودة، وقاعدة مهمة للابتكار العلمي في مصائد الأسماك، والعلوم والتكنولوجيا البحرية، والهندسة الغذائية.